المقالات

التيار الصدري يغادر مربع الإنسحاب..! 

1543 2021-08-28

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

أغلب المتابعين للشأن السياسي العراقي يعرفون جيداً أن التيار الصدري سيعود مره أخرى للأنتخابات ، وما الأنسحاب الذي أعلن عنه سوى تكتيك مرحلي واضح ومكشوف . 

واجه التيار الصدري أنتقادات لاذعه من قبل أتباعه بعد التسريبات الأكيدة بدعم عملية رفع سعر الدولار في السوق المحلي ، مما سبب موجة غلاء فاحش لذوي الدخل المحدود . كما أن ظلوع بعض ممن يحسب على التيار الصدري في عملية حرق بعض مؤسسات الدولة قد أربك أداء التيار الذي حاول دغدغة مشاعر قواعده الشعبية بحصوله على منصب رئاسة الوزراء ،وبعد الدراسات البحثية تبين تصفير تلك القواعد الشعبية الداعمة للتيار الصدري . 

هذه التداعيات أوجبت على التيار وزعيمه مقتدى الصدر بخلق أنسحاب تكتيكي للألتفاف على موجة الأنتقادات اللاذعه التي تعرض لها التيار خلال الفترة المنصرمة . كان توقيت الأنسحاب دقيقاً جداً بحيث تم بعد أن أغلقت مفوضية الأنتخابات  باب الإنسحاب منها . بمعنى أن التيار كان على علم ودراية بأن الأنسحاب لو كتب له عدم العودة  سيكون كارثة حقيقية لمستقبل التيار الذي يراهن كثيراً على مسألة ( الطاعة ) لآل الصدر . 

اراد السيد مقتدى الصدر بعملية الأنسحاب الضغط على الشركاء في العملية السياسية للحصول على  مغانم ،  وهو يعي تماماً أن هناك من سيحاول ( أن يتوسله ) للعودة مرة أخرى ، وفعلاً تم له ذلك . 

فأن الوفود لم تنقطع عن ( الحنانة ) في سبيل أرجاعه مره أخرى للأنتخابات ، وهو المطلوب  بالنسبة للتيار الصدري ، الذي لوح بمظاهرات مليونية شعارها الإصلاح ، وباطنها أرباك الوضع الشعبي حتى يكون هناك تأجيل للأنتخابات وعدم أجرائها في موعدها المقرر . 

الوفود التي تقاطرت على النجف الأشرف ، هي الأخرى وضعت في  حساباتها  مجموعة من  الأستحقاقات ربما تنفعها في قادم الإيام تحت قبة البرلمان في حال فوزها . أذن المصالح مشتركة ، والكل وضع مصلحته الفئوية و الحزبية نصب عينيه وعمل على ما تمليه عليه الضرورة ( السياسية ) . 

الأنسحاب بحسب أدعاء نواب سائرون ، بسبب الحملة الأعلامية التي وجهت لهم من قبل بعض الكتل السياسية ، ماهو ألا أفتراء محض ولا وجود لهكذا حملات أعلامية تستهدف التيار ورموزه ، بل كان هناك أنتقاد لإداء التيار الصدري في المفاصل الحكومية . 

عودة التيار الصدري ربطت ، بوثيقة أصلاح وطني ، وهي ( الوثيقة ) من حفزت التيار للعودة مرة أخرى للأنتخابات ، وهذا سبب غير كاف للعودة ، بأعتبار أن عشرات الوثائق قد تم التوقيع عليها منذ عام ٢٠٠٣ الى اليوم ، ولم تجد لها مصداق  سياسي وطني رصين ،ولم يعمل بها أطلاقاً ، بل أصبحت حبراً على ورق . 

نعتقد أن أنسحاب التيار الصدري كان المراد منه تأجيل الأنتخابات ، ولما تيقن التيار بأصرار بعض الكتل السياسية الشيعية على أجراء الأنتخابات في موعدها المقرر ، وأن رئيس الوزراء الكاظمي ، قد أحرج بموعد الأنتخابات ، قرر الصدريون العودة مرة أخرى بأداعائات مختلفة لحفظ ماء الوجه . 

أشارة زعيم التيار الصدري ، وأمتداحه لشخص رئيس الوزراء الكاظمي ، فيها أشارة مبطنة الى أن هناك أتفاق قد جرى بين زعيم التيار مقتدى الصدر والمفصل الحكومي متمثلاً برئيس الجمهورية برهم صالح  ومصطفى الكاظمي . على مايبدو هناك أتفاق صدري كردي ، لدعم الكاظمي في المرحلة المقبلة مقابل بعض الإمتيازات للتيار الصدري من الأستحقاقات الوزارية . 

 ما جرى يبدوا بالضد من قائمة الفتح ( علماً أن السيد العامري ، كان من  أشد المعارضين لإنسحاب الصدريين ) من جهة ، ودولة القانون من جهة أخرى ، والتي ذهب زعيمها نوري المالكي صوب أربيل لترتيب الإستحقاق القادم ، ووضع بعض اللمسات على أتفاقيات غير معلنة للجمهور .

العزلة السياسية ، وعدم الحصول على المغانم الإنتخابية ، فضلاً عن بعض الإتفاقات الإخرى التي أبرمت في الخفاء ، يضاف لها ما ذكر سابقاً هي من أوجبت على التيار الصدري ، وزعيمه مقتدى الصدر العودة الى المسار الإنتخابي ، والذي لم يغادروه تماماً .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك