المقالات

الصدر..بين الممانعة والرضوخ

1187 2021-07-15

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

المتابعين للشأن السياسي العراقي ، يرون بوضوح الخط البياني الصدري في العملية السياسية مابين  صعود ونزول . على مر الأعوام التي تلت عام ٢٠٠٣ ، كان السيد الصدر ، وتياره قد مر بمراحل متعددة ، أبتدئها مقاوماً للمحتل  الإمريكي ، ومن ثم مشارك في العملية السياسية ، وهناك مؤشرات كثيرة على أداء نوابه  تحت قبة البرلمان ، وعلى التيار  بأكمله .

اليوم السيد الصدر ، أعلن بكل وضوح أنسحابه من الإنتخابات القادمة في خطاب متلفز ، بث من النجف الإشرف ، وقد حظى خطابه بأهتمام أعلامي كبير ، لما ورد فيه من مؤشرات خطابية لم تفاجيء الأوساط الأعلامية ولا حتى السياسية بقدر تفاجيء الرأي العام الشعبي العراقي . والسؤال هنا ، ماذا أراد الصدر بهذا الإنسحاب ؟ 

بأيجاز ، نرى أن السيد الصدر أراد أرسال رسائل متعددة من خلال هذا الإنسحاب الغير مفاجيء لنا والذي كنا نتوقع منه مفاجئه ، ربما لم تكن على مستوى الإنسحاب  من الإنتخابات .

 بعد سلسلة خطاباته التي صرح بها خلال الإسابيع الماضية من أن هناك من يحاول أغتياله ، وأن بعض السياسيين أعتبر وجوده ، أي الصدر ، عِبء على العملية السياسية من خلال تذبذب السلوك السياسي لدى هذا التيار الذي يتمتع بشعبية كبيره في الداخل العراقي ، وحقيقه هذا هو الرهان الكبير الذي طالما راهن به السيد مقتدى الصدر بقلب أوراق العملية السياسية في أي وقت يشاء . السؤال هنا ما هي الرسائل التي بعثها الصدر من خلال هذا الإنسحاب ؟

♦️  أولاً ، أن القواعد الشعبية للتيار الصدري أخذت بالأنحسار ، بعد أن بات من المسلمات أن الصدر يقف خلف رفع قيمة صرف الدولار وأن الحيف الأقتصادي قد أرهق المواطن كثيراً ، وأن  الأنتخابات ربما لن تفرز له مقاعد تؤهله للوصول الى رئاسة الوزراء التي أصبحت أمنية صدرية .

♦️ ثانياً نعتقد أن الإخفاق الكبير بتقديم الخدمات في وزارة الكهرباء والصحة ، واللتين تحسبان على الصدر بكل حيثياتها ،وآخرها أحتراق المرضى الراقدين في مستشفى الإمام الحسين ( ع ) في محافظة ذي قار ، وقبلها مستشفى أبن الخطيب ، في أبشع صوره قدمت للعالم من خلال مصيبة  ( حفلات الشواء ) التي هزت ضمير الأنسانيه على امتداد المعمورة . علماً أن هاتين الوزارتين بلا وزراء لأنهما أستقالا بعد الهوان الذي لحق بالمواطنين جراء النقص الحاد في تجهيز البنى التحتية المطلوبة .

♦️ ثالثاً ، أعادة الخارطة الإنتخابية في مخيلة الجمهور الصدري ، الذي قرر عدم التصويت للمرشحين ، الذين تحوم حولهم شبهات كبيرة من الفساد ، وجُلهم له ماضٍ سيء ، وخصوصاً في ما يسمى اللجان ( الإقتصادية ) الغير شرعية ، والتي أصبحت من المسٌلمات الصدرية ، والتي بات الكل يعرفها ويعرف من يقف خلفها .  ربما أعادة التموضع والتخندق أمام الجمهور الصدري ، هي من جعلت هذه الرسائل ، تخرج للجمهور في هذا المفصل الحساس من تأريخ الإزمة الخانقة التي تعصف بالعراق . أجمالاً نرى إن السيد الصدر بخطابه اليوم قد هرب الى الأمام للتنصل من المسؤوليات التي عصبت برأسه ورأس تياره .

على مستوى الإمنيات ، نتمنى أن يعود السيد الصدر عن قرار الإنسحاب ، ولكن على طريقة ترتيب البيت الشيعي وذلك من خلال أجراء مصالحة كاملة مع باقي التيارات والأحزاب الإسلامية  المشاركة في العملية السياسية ، وخصوصاً دولة القانون ، والفتح . نعتقد بهذه العودة ، وهذا الإنفتاح على الآخرين ستتشكل الكتلة الإكبر تحت قبة البرلمان ، وسيكون أخراج المحتل الإمريكي منوطاً بهذه المصالحة ، التي تحتاج الى قرار جريء من لدن السيد الصدر ، وبهذا يغلق الباب على من يحاول دق أسفين البغضاء بين المكون الواحد ، وخصوصاً هناك تخندق لشركائنا في الوطن ، والذين لايروقهم التوحد تحت خيمة المواطنة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك