المقالات

الاقتصاد سبب الاغتيال والاحتلال

1026 2021-07-12

 

عدنان جواد ||

 

من خلال مطالعة كتاب اعترافات قرصان اقتصادي ، الاغتيال الاقتصادي للأمم للمؤلف جون بركنز، اوجزنا ما نستطيع ايجازه ، وفيه تجسيد واقعي لسياسات الولايات المتحدة في العالم، من خلال خنق الدول غير المرغوب بأنظمتها او التي لا تتجاوب مع مصالحاها اقتصاديا، فهي تخلق الذرائع والحجج لتسند تحركاتها في اغتيال الحكام والشخصيات المهمة في بلدانها او احتلال تلك الدول لدافع اقتصادي، فمثلا بنما حكمت لأكثر من نصف قرن بعائلات ثرية تابعة لواشنطن لم يتعرض لها اي رئيس امريكي ، الى ان تجرأ( عمر توريخوس)الذي رفض الهيمنة الامريكية للسير على نهج رئيس الاكوادور الذي اراد فرض سيادة بلاده على مصادر النفط فتم قتل الاثنين منفردين في حادثين منفردين في تحطم طائرتين مدبرتين، فينضم هؤلاء الى قائمة طويلة من زعماء العالم الثالث مثل( مصدق)في ايران و(سلفادور اللندي) في تشيلي، و(نورويجا) في عقر داره بعد حرق احياء بالكامل، واستندت الولايات المتحدة الامريكية في الغزو على مبدا الرئيس مونرو الذي صدر عام 1823 والذي يعطي الحق للولايات المتحدة الامريكية في غزو اي بلد في امريكا الوسطى والجنوبية يعارض سياساتها، وفي النصف الثاني من القرن العشرين استغلت امريكا التهديد الشيوعي وجعلته ذريعة لتطبيق هذا المبدأ على بقية دول العالم.

ما يهمنا في هذا الكتاب ما يخص العراق، فيقول( بيركنز) ان العراق ليس فقط هو النفط ولكن ايضا المياه والموقع الاستراتيجي والسوق الواسعة للتكنلوجيا الامريكية ولخبرتها الهندسية، وكانت هناك ثلاثة دول يراد اخضاعها للنفوذ الامريكي واستبدال حكامها، فتم استبدال العراق بفنزويلا التي تعتبر رابع مصدر للبترول في العالم وثالث مورد للولايات المتحدة الامريكية، وقد تأزمت الامور عندما قام(شافيز) بالإعلان عن سيطرة بلاده على البترول في عام 2002، فحاولت ادارة بوش قلب نظام حكم شافيز الا انه عاد الى الحكم بعد72 ساعة لان الجيش كان معه، فالعراق ومنذ عام 1989 بات واضحا للنخبة الامريكية التي ساندت صدام حسين في حربه ضد ايران انه لن يسير في السيناريو الاقتصادي المرسوم له، فجاء الغزو الامريكي للعراق لينقذ فنزويلا مصادفة، فلم يكن بالإمكان للإدارة الامريكية شن الحرب على افغانستان والعراق وفنزويلا بنفس الوقت.

يرى (بيركنز) ان الامبراطورية العالمية الامريكية تعتمد على الدولار، كون الدولار العملة القياسية الدولية، وان الولايات المتحدة الامريكية الدولة الوحيدة التي يحق لها طبع الدولار، فقد صرح كبار مسؤولي الشركات الامريكية بالقول بان( ماهو في صالح جنرال موتور فهو في صالح امريكا) وراينا كيف منعت تلك الشركة الشركات الالمانية والصينية منافستها في العراق طوال 18 سنة من الاحتلال فبقت الطاقة الكهربائية مفقودة، حيث بسطت المؤسسة الاقتصادية الامريكية نفوذها على باقي المؤسسات الاخرى السياسية والعسكرية والمخابراتية والاعلامية، وتعتمد على الاعلام الذي يرسخ مفاهيم ويغير قناعات المواطن الامريكي في الداخل والشعوب الاخرى بحيث يصبح حديث المواطن العادي متماشيا مع النخبة السياسية والاقتصادية، وتعبير امبراطورية الشر من قبل( ريجان) والرئيس بوش(محور الشر) بألفاظ ذات مسحة دينية وانهم يخوضوا حرب نبيلة ضد الاشرار، وان الهدف السامي هو نشر الديمقراطية والتجارة الحرة، واسلحة الدمار الشامل عند الارهابيين،  لكن الحقيقة غير ذلك فجميع الدول التي خضعت للولايات المتحدة الامريكية ظلت اقتصاداتها ضعيفة، لأنها تابعة للشركات الامريكية التي تمتلك الموارد  واحتكار التكنلوجيا والاستثمار والانتاج العالمي،

ان قراصنة الاقتصاد هم خبراء محترفون ذوو أجور مرتفعة، مهمتهم سلب الملايين من الدولارات بالغش والخداع من دول عديدة في العالم، يحولون المال من البنك الدولي وهيئة المعونات الامريكية ليصبوه في خزائن الشركات الكبرى للعائلات الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية في الكرة الارضية، ووسائله في تحقيق ذلك هو( اصطناع التقارير المالية، وتزوير الانتخابات، والرشوة ، والابتزاز، والجنس ، والقتل) ، يقول المؤلف اقنعني البعض اكثر من مرة بالتوقف عن كتابة هذا الكتاب، خلال العشرين سنة الماضية بسبب الاحداث التي قادتها امريكا مثل الاجتياح الامريكي لبنما عام 1989، حرب الخليج الاولى والثانية، الصومال، ظهور اسامة بن لادن، اضافة للتهديد والرشوة هو ما يوقفني كل مرة، واخيرا اصر على نشر القصة التي يجب ان تروى لأننا من اخطاء الماضي نستطيع استثمار فرص المستقبل بشكل افضل، فبسبب احداث 11 سبتمبر التي مات فيها اكثر من ثلاثة الاف، والحرب في العراق، والاعداد الهائلة من القتلى والجرحى والدمار، وهناك 24 الف يموتون يوميا لا يستطيعون ان يجدوا ما يسدون فيه رمقهم من الطعام، وهناك امة وحيدة لديها القدرة والمال والقوة لتغيير كل هذا، انها الامة التي ولدت فيها، والامة التي خدمت باسمها كقرصان اقتصاد، انها الولايات المتحدة الامريكية، لكنها لا تفعل ذلك لتبقى متسيدة على العالم.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك