المقالات

سبايكر..والمسؤولية التاريخية


 

محمود الهاشمي ||

 

ان مراجعة بسيطة الى الحوادث الارهابية التي سبقت "مجزرة سبايكر " تدلك على ان ثقافة القتل المروع هي منهج وفكر واسلوب قوى الارهاب وان تعددت عناوينهم واسماؤهم.

كيف تعامل الارهابيون مع موظفي (شركة النصر ) الحكومية في الطارمية عام 2006 ؟ لقد اقتادوهم بسيارات الدولة نهاية الدوام الرسمي الى ضفاف  دجلة وفتحوا عليهم النار فرادا والقوهم بنهر دجلة !!كيف تعامل الارهابيون مع (زفة الدجيل)  عام 2006؟ ا

ايضا بعد الاعتداء على الاعراض وقطع ثدي العروس ب(المنجل) واعدام سبعين من المشاركين ب(الزفة) ؟ كيف تعامل الارهابيون في (المناطق الساخنة) مع زوار العتبات المقدسة حيث يقتادون العجلات الملأى بالركاب الزوار وادخالهم الى المزارع القريبة وتبدأ مسرحية الاعتداء على النساء ثم قتل الرجال والقاء الصغار في مشاريع البزل،اما اذا كانت معهم جنازة فتلقى بمشروع البزل ايضا بعد اسماعهم اشد العبارات النابية والطائفية !!

قد يسأل البعض  عن " رمزية"نقل ضحايا سبايكر الى قصور صدام باعتبار ان الارهابيين (الدواعش) ثأروا لصدام في قتل (الشيعة ) عند قصره،واقول ان ثقافة القتل والاعتداء على الاعراض والسبي والتدمير وتفجير المراقد الشريفة واحد مهما تغيرت الامكنة والعناوين.

ان واحدة من اساليب الارهاب هو القتل والذبح والحرق لاثارة الرعب لدى الشعوب الامنة،ولم يتم اتخاذ الاجراء بحق ضحايا سبايكر حتى افتى كبيرهم (ابو مسلم ) بذبحهم.

وخطوة الى الخلف -قليلا -تعيدنا الى المقابر الجماعية،حيث كانت افواج من البشر من ابناء الوسط والجنوب تساق وتحمل بحافلات الى مناطق بعيدة وقريبة قد تم اعداد حفرة كبيرة ليلقون بها وهم احياء صغارا وكبارا وفيهم اسر بكاملها،بعدها يهال عليهم التراب بواسطة المعدات الثقيلة.

السؤال ؛-من الذي أمر بقتل ضحايا المقابر الجماعية ومن الذي نفذ القرار وطبقه؟ اليس هم ذاتهم الذين التحقوا بالارهاب ونفذوا اعمالهم الشريرة تحت عناوين جديدة ؟

ان عقيدة (الارهاب) بنت الفكر (الوهابي ) فطريقة الذبح امام الناس بدعوى (شتم الذات الملكية) او (معارضة النظام ) وطريقة تدمير الاثار الاسلامية ومحوها هي ذاتها،والاّ من ذا يتجرأ ان يحول (بيت الرسول محمد ص) الذي عاش فيه مع السيدة خديجة (رض) وولدت فيه الزهراء ع واولاد الرسول ص  الى (مراحيض)

سوى (الوهابيين )؟ وحين دخلوا العراق فجروا العتبات المقدسة !

هنا لابد من وقفة عند مجزرة سبايكر،ف(الابادة الجماعية ) وفقا للقوانين الدولية التي اقرتهاالامم المتحدة  عام 1948 فيها عقوبات شديدة على الجناة وعندما باشر كريم خان كممثل للامم المتحدة في ملف جرائم داعش بالعراق وقدم ستة تقارير عن الانتهاكات و(الابادة الجماعية ) التي ارتكبها الدواعش بحق (ضحايا سبايكر ) والجرائم الاخرى الا ان المتابعة الحكومية مازالت ضعيفة لهذه الملفات،مثلما مازال القتلة لضحايا سبايكر يعيشون في نعيم التبريد والتدفئة والاطعمة المتنوعة في سجن الحوت،

بسبب فساد السلطة،وفوق ذلك يوفر السيد رئيس الجمهورية برهم صالح ومن سبقه غطاء امنا للارهابيين في الامتناع  عن التوقيع باعدام الارهابيين!

ان مجزرة مثل (سبايكر ) تستحق المراجعة في البعد السياسي حيث لولا ارتباك العملية السياسية وفوضاها لما تجرأ الدواعش على كسب ود بعض السياسيين وبدا وكأنه ممثل عنهم،ويكفينا شاهدا ان النائبة السابقة (ميسون الدملوجي) كان سعيدة بدخول الدواعش الى نينوى،وان بعض الشخصيات السياسية من ابناء محافظة نينوى كانوا مرحبين بل وممهدين لدخول الدواعش ومنهم ال النجيفي ! المراجعة الثانية في البعد الديني اذ كيف تسللت افكار الارهاب الدينية الى المناطق الغربية وباتت مناطقهم بيئة امنة للارهابيين؟والمراجعة الثالثة في البعد العسكري اذ ان استشراء الفساد الاداري والمالي في صفوف القيادات الامنية،اضعف من قوة القوات الامنية ووفر فرصة لاختراقها والا كيف استطاعت قوة صغيرة من الدواعش ان تطرد (90) الف منتسب من قواتنا الامنية كانت متواجدة في نينوى لحظة الهجوم ؟

المراجعة الرابعة في البعد الاجتماعي حيث بات المواطن في المناطق الغربية في خصومة مع القوات الامنية وكراهية لابناء الوسط والجنوب،الى الحد الذي تهاجم فيه مواكب السيارات العسكرية ؟

المراجعة الخامسة هو البعد الاعلامي فقد وفرت وسائل الاعلام ارضا خصبة لنشوء الفكر الارهابي ولدعم الاعمال الارهابية وصناعة رأي عام ان الارهاب جاء (لنصرة اهل السنة )؟

هذه (المراجعات ) اذا لم يتم الاخذ بها فعلينا ان نتوقع بامكانية حدوث (ابادة جماعية ) في بلدنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك