المقالات

المجتمع والفرد العراقي بعد 2003


 

عباس قاسم المرياني ||

 

في ظل التحول الذي شهده العراق بعد عام 2003 من تغير النظام السياسي الدكتاتوري القائم الذي كان يمنع أي تجمع او تكتل سياسي اخر او ديني، للإبقاء على الحزب العفلقي هو الحزب الوحيد في الساحة العراقية والمسيطر آنذاك. 

الا انه بعد سقوط هذا النظام عام 2003 والاتيان بالنظريات والأفكار الديمقراطية التي ارادوا تطبيقها على العراق وشعبه الذي لم يكن مهيئ لمثل هذه النظريات والافكار بشكل كبير بسبب قبوعه لفترات طويله تحت الحكم الدكتاتوري الظالم الذي لم يسمح لشعبه بمعرفة هذه المفاهيم والاطلاع عليها.

 ولما كانت هذه الديمقراطية تسمح بتعدد الأحزاب والتكتلات السياسية بعد ان كان نظام الحكم بقيادة حزب واحد هو المتحكم، وتسمح للفرد ايضاً بممارسة اراءه وافكاره وحرية انتماءه السياسي، هذا التحول لم تستوعبه كل فئات المجتمع العراقي؛ فنشأت على اثر ذلك الصراعات داخل المجتمع الواحد بسبب هذه الانتماءات والتكتلات الجديدة.

هذه الصراعات انعكس ظلها بشكل كبير على الواقع العراقي ونقصد بالواقع هنا السياسي والاقتصادي والفكري وحتى الاجتماعي هذا من جانب، وانعكست على الفرد العراقي ذاته من خلال انضمامه او انتماءه الى هذا الحزب او ذلك التكتل من جانب اخر، مما ولد صراع الأحزاب والتكتلات فيما بينها، وبذلك وقع المجتمع بين تجاذب وتصارع هؤلاء.

هذا التصارع والتجاذب في اغلب الاحيان ادى الى عمليات الاقتتال والتصفية فيما بعد، فكل حزب يرى ان منهجه وطريقه هو الصحيح، وعلى اثر ذلك استبيحت القيم الأخلاقية والاجتماعية للمجتمع، وفُقدت العديد من التقاليد والاعراف فيه الا ما ندر، وامسى البلد يعيش حالة من الصراع الداخلي الذي اضعف بناء الدولة وافرز حكومات ركيكة لم تقم بدورها كما يجب.

فضلاً عن ذلك هذا الصراع الداخلي سمح للقوى الخارجية من فرض اجنداتها واصبحت تسيطر على الموقف السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي للبلد.

من هذا يجب على الحكومات ان تكون وليدة الداخل وليس الخارج حتى لا تكن مسلوبة الارادة، وان تحد من سيطرة بعض الكتل، وتتبنى المواقف السياسية الخالصة،  كما يجب على كل المؤسسات ذات العلاقة ان تقدم برامج كبرى لبناء الفرد العراقي كعراقي وزرع حُب الوطن فيه بعيداً عن كل الانتماءات والتحزبات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك