المقالات

حكومات التطبيع أخطر على القضية الفلسطينية من الصهاينة أنفسهم


 

خضير العواد ||

 

خطورة هذه الحكومات تنطلق من المكانة التي تمتاز بها من الناحية القومية والدينية (الطائفية) بالإضافة للمالية والإعلامية ، وقد استغلت هذه الحكومات كل ما تمتاز به في دعم مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني والعداء لكل من يقاوم هذه المشروع الإجرامي وإضفاء عليه أبشع العناوين والأكاذيب ، مما أسهم في تغير أوغسل العقلية العربية والإسلامية أو إعادة برمجتها من خلال تغير البوصلة للقضية المركزية من فلسطين والقدس الى معاداة إيران أو كل من يتكلم بمقاومة الاحتلال الصهيوني ، فقد استعلمت جميع الأدوات المتاحة لها من إعلام مقروء ومسموع ومنظور.

 ولم تترك باب في هذا المجال إلا واستعملته من أجل تجميل سمعت الصهاينة وتقبيح سمعت كل من ينادي بالمقاومة أو الدفاع عن القضية الفلسطينية ، فتارة تستعمل الطائفية والتكفير من خلال دفع وعاظ السلاطين الى الفتاوى التكفيرية البغيضة او طرح التنظيمات الإرهابية بمختلفت أسماءها وتوجهاتها ، لأن جميعا منطلق من مصدر عقائدي وفقهي وتنظيمي ومالي واحد وتشترك جميعها بهدف واحد وهو محاربة كل من يظهر العداء للصهاينة ويدعم المقاومة .

 لقد جهزت جيوش إعلامية من طبقات مثقفة تطرح أفكارها وأعمالها الإعلامية من خلال عشرات الفضائيات ومنصات التواصل الإجتماعي من أجل تشويه سمعت الفلسطينيين بل شيطنتهم وجعلهم هم المغتصبون لحقوق الصهاينة وكل مقاوم في هذه المعمورة من دولة وإنسان وبالمقابل تقوم على تجميل وتلطيف العلاقة مع الكيان المحتل ، بل جعلت المواطن العربي والمسلم أمام خيار واحد لا غير لا استقرار في المنطقة وجعلها جنة  الله في الأرض إلا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ومعاداة كل من يقف امام هذا البرنامج الصهيوخليجي الخبيث .

 وقد كاد ينتصر محور التطبيع لولا خلل صغير او نقطة ضعف واحدة جعلته يتهاوى الى الخلف من خلال غلق كل نقاط الحوار مع التنظيمات الفلسطينية المقاومة بالإضافة الى قطع المساعدات عنها بل جعلها ضمن دائرة الإرهاب بالإضافة الى فشل مخطط داعش الأمريكي الصهيوخليجي ، مما جعل هذه التنظيمات مجبورة تتوجه للجمهورية الإسلامية في ايران التي فتحت ذراعيها وقلبها وإعلامها واقتصادها وعقولها لكل التنظيمات المقاومة في فلسطين والمنطقة بالرغم من الحصار الجائر المطبق عليها منذ عشرات السنين والحملة الإعلامية التسقيطية والتكفيرية التي تقودها حكومات التطبيع الخليجية ضدها ، فنقلت إيران تنظيمات المقاومة الفلسطينية المحاصرة من جميع الجهات بالحيطان الكونكريتية من الحجارة الى الصواريخ والقنابل ومن العمليات الإستشهادية المحدودة الى ضرب العمق الصهيوني ومن ضعف التهديد الى المواجهة الندية التي أجبرت الرئيس الأمريكي بل جميع بلدان المنطقة أن تعنون المواجهة الاخيرة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حتى أصبحت المقاومة تواجه العدو القنبلة بالقنبلة والصاروخ بالصاروخ والمنشأة بالمنشأة ولا يوجد مكان في فلسطين المحتلة بعيد عن صاعق صواريخ المقاومة.

 هذا التحول الهائل في مسيرة القضية الفلسطينية ونضال شعبها ضد الاحتلال الصهيوني يواجهه تحدي كبير وخطير أخطر على القضية الفلسطينية من الصهاينة أنفسهم وهو الفتاوى و المال والإعلام الخليجي وتخاذل عباس وحكومته الفتحاوية ، فهذه الجبهة الخيانية التي تقودها حكومات التطبيع الخليجي تأثيرها في الشارع العربي والإسلامي كبيراً ومؤثراً وهذا يظهر من خلال ردود فعل الشارع العربي المتواضعة جداً بل شبه المعدومة في الكثير من الدول العربية اتجاه الانتصارات الكبيرة والعظيمة التي قدمتها تنظيمات المقاومة الفلسطينية في المعركة الحالية.

وهنا تكمن خطورة حكومات التطبيع من خلال محاصرة التنظيمات المقاومة شعبياً وعزلها عن قواعدها العربية والإسلامية الداعمة وجعلها تنظيمات إرهابية معزولة ومنبوذة مما يجعلها لقمة سائغة يسهل القضاء عليها أو الاستجابة الكاملة لشروط المحتل  الغاصب وإنهاء القضية الفلسطينية والى الأبد ، لذا على المواطن العربي والمسلم الواعي والمثقف أن يواجه خطط حكومات التطبيع الخبيثة في دفع الأمة الى الركوع للكيان الصهيوني ، وهذه المواجهة لا تقل أهمية وخطورة عن مواجهة تنظيمات المقاومة في الأراضي الفلسطينية للكيان الصهيوني الغاصب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك