المقالات

للقدس بوصلة...ام بوصلتين؟ !

1299 2021-05-06

 

🖋  قاسم سلمان العبودي

 

الكل يعلم أن الدين الأسلامي ، مر بمنعطفات كبيره جداً بعد السقيفة التي شكلت أقبح منعطف تأريخي في الحاضرة الأسلامية الاولى . تأريخ حفل بالمؤامرت التي أضعفته وأفرغته من محتواه المحمدي الأصيل  . لذلك حاول البعض أنتاج دين أسلامي علماني ،  والآخر أنتج دين أسلامي فارغ المحتوى ، سوى الأسم فقط .

من تخلف عن العهر التأريخي لتلك السقيفه المره سمي على مر التأريخ ( الشيعة ) . فكان الشيعة الأقلية المسلمة التي رفضت أن تبايع التأريخ على أن تستبدل حكام النبوة ، بالحكام الظلمة الذين زوروا الدين ظلماً وعدوانا . لذا عاش الشيعة المسلمون ، وعلى مر التأريخ حياة الأقصاء والتهميش ، حتى ذهب بعظهم الى تكفير تلك الثلة المؤمنة بقضايا الأمة الأسلامية . فكانت أحدى وأهم قضايا الأمة المعاصرة هي قضية فلسطين ، وقدسها المغتصب.

أنشغال المسلمين ببناء أمجاد زائفة ، لاسيما العرب منهم ، أذهب القدس التي خصها الله تعالى في محكم كتابه العزيز ، بأشاره واضحة لا لبس فيها . لكن حكام الجور الذين ذهبوا بحيائهم ، أذهبو القدس الى زوايا النسيان ، وتركو شعب فلسطين يواجه الصهيونية الغاصبة بصدور عارية ، ألا من الأيمان بعدالة قضيتهم .

لذلك عندما أطلق الأمام الخميني أعلى الله مقامه ندائه الكبير بجعل الجمعة الأخيرة ، يوماً عالمياً للقدس ، أنما لربط تلك المدينة المقدسة بقضايا الأمة المغيبة ، ومحاولة أزاحة ركام النسيان لذلك الشعب المغتصب حقه . هناك خطأ كبير لدى حكام الجور من الأعراب المتأسلمين ، بأعتبارهم هم قيمومة الدين الأسلامي ، وأن قضايا الأسلام تخصهم دون غيرهم ، وهذا فيه خطأ كبير قد أوقع شعوب العالم العربي في دوامة فقدان البصيرة ، التي ضيعت قضية فلسطين .

أطلاق الأمام الخميني ، الجمعة الأخيرة يوماً للقدس أعادة قضيتين رئيسيتين للوجدان الأسلامي ، والذي بدأ يفقد الأمل بعودة تلك المدينة المقدسة الى حاضرها الأسلامي .

القضية الأولى ، أنه صحح مفهوم التكفير  للمسلمين الشيعة من قبل المدارس التكفيرية التي أنشئها حكام الجور ، بتبني قضية القدس ، وأزاحة مفردة التكفير عنهم ، بأعتبارهم الحركة المحورية لكتاب الله المجيد ، الذي أشارة لقدسية تلك المدينة المغتصبة من قبل الصهاينة ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ، أن يطالب كافر بتحرير مدينة لا تمت الى واقعه المذهبي بأية صلة . بمعنى عدم الأنطلاق من موضوع طائفي ، والجميع يعلم أن أغلبية سكان فلسطين من المسلمين السنة ، الذين حاولت السلطات على مر التأريخ ، أبعادهم عن أخوتهم المسلمين الشيعة ، تحت أس التكفير ، وألصاق التهم .

الأمر الآخر ، تمثل واضحاً ، بعودة مظلومية هذه البقعة المقدسة الى عالم الأمكان الوجداني ، بعد أن طواها النسيان ، وبعد أن سلم بعض الأعراب مفاتيح تلك المدينة على طبق التطبيع المخزي والمذل ، وتحفيز الشخصية المسلمة العابرة للجغرافية ، بالتحضير لعودة الأرض المغتصبة من خلال الأحداث الكبرى القادمة في المنطقة .

أذن ربط القدس بشهر رمضان ، الشهر الذي تتوحد فيه العبادة بين جميع المسلمين بكل مذاهبهم ، وبيوم الجمعة الذي يتفق فيه المسلمون بأجمعهم على أنه قاسم مشترك لمفهوم الأسلام ، هو ربط ذكي جداً ، وتوفيق ألهي محكم ، وخصوصاً أنه قد صدر من رجل دين شيعي أسلامي متقد البصيرة عابراً للمذهبية والقومية .

فضلاً عما ذكرنا ، فأن يوم القدس أعاد تلك المدينة الى ضمائر الأحرار حول العالم ، بفضح الأدعاء الصهيوني ، بيهودية البقعة المباركة  ، التي أغتصبت أمام أنظار الحكام العرب وهوانهم المخزي ، الذي أذهب حيائهم أمام شعوبهم المستضعفة .

ما تحقق للقدس اليوم ، هو الأمل القائم بعودة تلك الأرض لأهلها المستضعفين ، الأمل الذي يعمل عليه  محور المقاومة ، وقد أعطى دماء زاكيات من أجل عودة المقدسات الأسلامية الى حاضرتها المغيبة . سلام على من جعل للقدس يوماً تتباهى به أمام العالم ، وسلام على من بذل ، وسيبذل الدماء من أجل تحرير القدس وشعبها من نير العصابات الصهيونية الكافرة ، والخزي والعار سيلاحق المطبعين من أبناء السقيفة التي أذهبت ببصيرة المسلمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك