المقالات

هل مات عليًّ..أم عاشْ ؟!

1191 2021-05-03

 

  🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

عندما تغلق البصيرة ، فإن بوصلة الوعي تتحول صوب الشيطان . لذا نعتقد أن الأمة التي لم تستوعب الإمامة بكل مداركها ومعطياتها ، تدير وجهها صوب الباطل قطعاً . الإمامة تلك الباب الذي يلج منه الصالحون نحو الإدراك الصحيح ، وساحة العشق الألهي المتقدم . يبدو أن الأمة التي قتلت إمامها ضلت بلا وعي ، وبلا بصيرة حتى يومنا هذا الذي نعيش . ما نراه اليوم من خذلان الناصر لخط الإمامة ، ماهو ألا إمتداد لتلك الضربة التي شَجت رأس الأنسانية بأكملها .

لازال محراب عليًّ ينزف هما على جدران الكوفة التي خذلت إِبنها البار ، ووليها الناصح ، وإمامها الهمام الذي رسم مسارات الأنسانية الأسلامية بأبهى صورها . لا زال رأس عليًّ معصوب ، والأمة تتماها مع صوت الباطل ، وشعاراتها تصم الآذان ، في الآفاق .

لم يفنَ عليًّ بتلك الضربة الشقية ، لقد ظل صوته مجلجلاً في أرجاء الكوفة الغادرة ، وكان صدى ذاك الصوت ثلة مؤمنة صابرة أعادت البوصلة لوجهتها الحقة ، متخطية شعار المرادي المستكبر بنداء ( أيران بره بره ) ، وتصحيحه ، بأيران قوه قوه .

اليوم عليًّ حاضر في العراق واليمن وسوريا وفي فلسطين المحتله ، لا بل  موجود في فيينا وعلى طاولة الحوار ليضع بصمة الإمامة المقدسة في ذلك الحوار المرادي الشيطاني الذي يراد منه تجريد عليًّ من ذو الفقار ، وتكبيله بسقيفة الأتفاق النووي وحرف الأمة عنه تحت شعارات عليًّ للمحراب فقط . لم يعد محراب عليًّ يستغيث الأمة التي خذلته ، محراب عليًّ قد أزهر وأخضوضر, من تلك الدماء الطاهرة ، وأصبح ( نور ) يطاول أعنان السماء . محراب عليًّ أصبح بالستياً يطوف حدود القدس وديمونة .

حريًّ بالأمة التي خذلت عليًّ في الكوفة ، أن تثب الى رشدها وترى في أي مستنقع للذل والهوان تقبع ! وحريًّ بها الِلحاق بركب عليًّ ، ذلك الركب الذي لن يتوقف حتى دولة العدل الألهي . الليلة نسأل, هل مات عليًّ ، أم عاش ؟

قال ، فزت ورب الكعبة ! أي فوز يا أمير المؤمنين ، وأنت مضمخ بالدماء ؟ ماهو الفوز يا أبا الحسن ؟ قد يجيب أحدنا بالقول أنه الفوز بالجنة ، والظفر بجوار النبي ! أقول لا يا أخي ، فعليًّ لم يعبد الله طمعاً بجنته ، ولا خوف من ناره ، أنما هو  الفوز بتثبيت أركان الإمامة . الإمامة التي يستضيء بها العالم اليوم في وقت عم به الظلام .

أن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك