المقالات

ماذا بعد فاجعة المشفى؟!

1038 2021-04-27

 

حافظ آل بشارة ||

 

فاجعة مستشفى ابن الخطيب التي اسفرت عن وفاة 85 واصابة 120 من مرضى كورونا ومرافقيهم حسب الارقام الرسمية ، هذه الفاجعة احيلت الى لجنة مثل بقية الكوارث الماضية التي تشكل لجنة لكشفها ، ومعروف ان احالة الموضوع الى لجنة يعني تمييعها وتجاوزها والمراهنة على النسيان الشعبي ، لو ان هذه الحادثة المروعة جرت في اي بلد لكانت كافية لاقالة الحكومة واعتقال كل كبار المسؤولين الذين لهم علاقة بالكارثة ، او على اقل تقدير اقالة الوزير المختص ومساعديه ، لكن في العراق الامور تختلف تماما لأن المحاصصة تفرض على القوى السياسية نهجا خاصا في التعامل مع الكوارث والاحداث الكبيرة فالمعروف ان التقصيرات الخطيرة ناتجة عن الفساد والفشل والاهمال المتراكم ، عبر حكومات عديدة مضت ، لكن المحاصصة تفرض على كل حزب ان يحمي المسؤولين الفاسدين والفاشلين التابعين له ، لذلك تبقى المشاكل الكبيرة بلا علاج وتبقى الدماء والارواح بلا قيمة .

مجلس النواب ضمن مهمته الرقابية يفترض ان يتولى هذا الملف المأساوي ، لكن فشلت اول محاولة نيابية لبحث الفاجعة عندما حضر 100 نائب فقط ولم تعقد الجلسة ، وهنا هزم البرلمان اخلاقيا امام هذه الفاجعة المروعة .

يفترض ان يبحث حريق المستشفى من زاوية ثانية في التحقيق ، يجب ان يدرج ضمن سلسلة الحرائق التي تلتهم كل شيء في العراق ، حرائق تلتهم اسواق الجملة في الشورجة والمحافظات ، حرائق تلتهم المزارع والبيوت والدوائر ومقرات الوزارات ، واخيرا اكل الحريق مستشفى ابن الخطيب بمن فيه من بشر يقاسون الموت بسبب الوباء ، سيناريو الحرائق يبدو بوضوح انه امتداد للاعمال الارهابية ، فاضرام الحرائق اسهل على الارهابيين من التفجيرات واكثر ضررا ويمكن للارهاب وحواضنه وخلاياه النائمة ان يقوموا بهذه الجرائم لتدرج ضمن تطور ادوات المخطط الارهابي ، ولحد هذه اللحظة لا يستطيع المحققون اثبات ان جريمة احراق المستشفى لم تتم بفعل فاعل ، بل كل الادلة تشير وضمن سياق الحرائق العراقية ان حريق المستشفى يقع ضمن هذا السيناريو ، ويمكن ان ينفذ الارهابيون ما هو أسوأ ، اذن الارهاب والفساد والفشل والمحاصصة كلها تقف وراء هذه الكارثة ، واذا بقي الجميع يتجاهلون ما يجري فسوف يحرقون العراق كله ، عجز حكومي كامل وعجر نيابي كامل عن احتواء هذه الازمة وغيرها من الأزمات ، ولكن مهما بلغ الاهمال والتجاهل وقبول الظلم والعدوان لأجل توازنات المغانم التافهة فان عدالة الباري نافذة ومهيمنة على الكون ، وعندما لا يجد المستضعفون من ينصرهم ويحميهم فان الله هو الحامي والمنتقم وهو نعم المولى ونعم النصير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك