المقالات

حروب صدام..ضحايا وأموال قاربت خسائر الحرب العالمية الأولى..!

1492 2021-04-11

 

حسين فلسطين ||

 

بعد مضي (١٨) عام على سقوط الطاغية صدام لا زال العراق يرزخ تحت وطأة مخلفات نظام البعث الذي حكم العراق لأربعة عقود كان عنوانها الأبرز حروب داخلية و خارجية احرقت اخضر العراق ويابسه دون أن تكون هنالك أدنى المبررات التي تعلل نشوب تلك الحروب .

تلك الحقبة الكارثية والتي عجز التأريخ عن تدوين أحداثها لا زالت حاضرة في أذهان العراقيين وهم يدركون مدى تأثيرها المزمن على واقعهم الحالي وإن الكوارث التي تسبب بها الطاغية بجملة تأثيراتها تعدت اكثر من نطاق زمني وتجاوزت حتى جغرافية الوطن لذلك فمن غير المعقول إعفاء صدام وحزبه الإرهابي من التبعات الكبيرة التي تسبب بها خلال فترة حكمه وما تلاها وهنا ايظاً علينا التركيز على ما بعد نيسان ٢٠٠٣ وهو عام سقوط الدكتاتورية الذي لم يكن كفيل بأنهاء الدور التدميري الذي يتبناه البعثيين أفراد وقيادة ولعلنا لو أردنا أن نتناول بالأرقام التقريبية ما تسبب به تلك العصابة من خسائر مادية وبشرية خلال الفترة المحصورة من سبعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا مع عدم فصل تلك المراحل وتجزئتها او منحها عناوين واوصاف أخرى كمحاولة لتبرئة البعث من جرائمها سنجد ما يفوق قدرة العقل والشعور على تقبل حقائق صادمة خطت بدماء ملايين العراقيين !

أن تقدير اعداد ضحايا النظام البعثي البائد ليس بالأمر السهل ومن الاستحالة تثبيت أرقام تلخص اجرامه وارهابه بحق العراق والعالم كذلك فإن عملية حصر أرقام الخسائر المالية أمر شبه مستحيل نتيجة لما عاشه العراق من عقود وسنوات من الحرب التي دمرت البنى التحتية في العراق وعطلت عجلة التنمية والاقتصاد اضافة لانفاقه مئات المليارات من الدولارات لإكمال قدراته العسكرية .

فعلى المستوى الإنساني تسبب حكم البعث بجملة من جرائم ضد الإنسانية كالتهجير والقتل والسجن والتغييب وانتهاك الأعراض وإسقاط الجنسية العراقية والإعدامات ..الخ ، إذ تولت أجهزة النظام القمعية مسؤولية تنفيذ هذه الجرائم لأسباب طائفية وعنصرية وسياسية ، فأذا ما أردنا حصر الإعداد البشرية التي تسبب النظام البائد بتهجيرها نجد أن الإعداد تتجاوز (١٠) مواطن عراقي سواء داخلياً او خارجياً ، وأن اسباب التهجير الجماعي كانت طائفية بأمتياز أستطاع صدام من خلالها أحداث تغييرات ديمغرافية في المناطق الشيعية والكردية اضافة لموجات النزوح الهائلة خصوصاً في المحافظات العراقية المتاخمة لدول شن عليها نظام صدام حروب بالوكالة .!

كما أن هذه السياسة بقيت عنوان لمرحلة ما بعد ٢٠٠٣ اذا كملت خلايا البعث والأجهزة القمعية والتي حملت عناوين لتنظيمات سنية إرهابية تهجير مكونات بعينها كالشيعة والمسيح و الايزيدين والشبك والصابئة، وبالتالي فإن البعث قد ارتكب أكبر عملية تهجير طائفي وعرقي في التأريخ الحديث .

كما لم يتورع المقبور صدام في قتل مئات الآلاف من العراقيين ولن نبالغ أذا ما قلنا ان آلة القتل الصدامية قد حصدت أرواح اكثر من (٨) مليون عراقي فمن تم اعدامهم تجاوزت إعدادهم (٢) مليون بحسب ما اصدره (٢٣) اخصائيا في القضايا الدولية والعراق والذي لخص لاحقاً ب" الكتاب الاسود لصدام حسين " والذي يكشف من خلاله التاريخ المعاصر لهذا البلد منذ تولي حزب البعث السلطة في ١٩٦٨ ، وبطبيعة الحال فإن العدد لم يتوقف عن الازدياد إذ اكمل التحالف البعثوهابي مسلسل القتل بسيل من المفخخات والاحزمة الناسفة والاغتيالات مما جعلت والتي تسببت بزهق أرواح اكثر من مليون انسان وبالتالي فإن إعداد الشهداء من تسبب بقتلهم النظام البعثي تجاوز (٣،٥) مليون ارتكبت جرائم قتلهم بشكلاٍ مباشر من قبل الأجهزة القمعية ، فيما تقدر إعداد ضحايا الحروب الصدامية العبثية سواء في الداخل العراقي او الخارج مع الجمهورية الإسلامية في إيران والكويت ودول أخرى ب (٣) مليون كان الجزء الأكبر من ضحياه وقوداً لحرب الوكالة مع إيران ، فيما تسببت أحداث غزو الكويت بحصار اقتصادي تسبب بقتل مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ نتيجة العقوبات التي فرضت من قبل الأمم المتحدة بعد امتناع صدام مغادرة الكويت !

وما بين قتل وتهجير وتغييب سجل العراق ابان حكم الطاغية المقبور أرقام قياسية في عدد السجناء والمعتقلين اضافة تضرر شريحة من ذوي الضحايا الذين كانوا بمثابة "عار" حسب وجهة نظر السلطات آنذاك

ما ذكر آنفاً عززه النظام الدكتاتوري بخسائر مالية خيالية نتيجة الحروب التي شنت بالضد من دول الجوار إذ تقدر إجمالي خسائر الحرب الصدامية على ايران ب(٥٠٠) مليار دولار فيما قدرت تكاليف الحرب على الكويت بنحو (٦٢٠) مليار دولار "بسعر صرف الدولار وقتها"، وفقا لـ"التقرير الاقتصادي العربي" لعام ١٩٩١ الصادر عن صندوق النقد العربي اضافة الى تراجع صادرات النفط العراقية من (٣) مليون إلى (٣٠٠) الف برميل بخسائر تقدر ب ( ١٥) مليار دولار ، إضافة تبعات غير مباشرة إلى تقديرات التكلفة المباشرة للحرب في الأشهر الستة من عام ١٩٩١ ، و تقدر بعشرات المليارات، إن لم يكن مئات المليارات من الدولارات أي ما قد يصل إلى (١) ترليون دولار أو أكثر بأسعار هذه الأيام.

وإضافة لما تقدم فإن الخسائر المترتبة على أثر توقف عجلة التنمية الاقتصادية أثناء الحروب التي شنها نظام صدام فإن الخسائر تقترب من  حاجز ال(١٠) تريلون دولار وبالتالي فإن مجموع الخسائر المادية والبشرية الكارثية اقتربت من حيث الأرقام لخسائر الحرب العالمية الأولى وتخطت من حيث الأثر آثار الحربين العالميتين وإن مسألة إزالة آلاثار التدميرية لحقبة البعث الدامية أمرا ليس بالسهل ويحتاج إلى عقود من الزمن للتخفيف من آثارها وليس التخلص منها تماماً فالعراق لازال يكتشف يوميا بعد آخر مقابر النظام الجماعية وايظاً لم يتوقف إلى يومنا هذا من دفع تعويضات الحروب وديونها وهو وبحمله الثقيل رازخاً تحت وطأة الأثر التدميري الذي خفلته الايادي البعثية مما جعله آخر الدول من حيث التنمية والتطور

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك