المقالات

هو ليس فسادا بل نظام مكافئات !

1303 2021-03-19

 

حافظ آل يشارة ||

 

يعرف الفساد بأنه استغلال المنصب لتحقيق مكاسب شخصية ، ولكن الفساد في معناه العام اوسع ، وله مصاديق اكثر ، فكل انحراف عن القانون او الشرع هو فساد ، اما اذا كان هدف صاحب المنصب تحقيق مصالحه الشخصية والامتناع عن تحقيق اي مصلحة لعامة المجتمع فهذا ليس فاسدا بل هو اعظم ويمكن تسميته طاغية وهو ذلك الذي يجتمع فيه حب المال وحب السلطة لأجل التفاخر وتأكيد الذات ، ودماغه خال من اي ارادة لخدمة الناس، الذي حدث في العراق ان اغلب ساسة البلد هم اما فاسدون او طغاة ، اي انهم اما ان يستغلوا مناصبهم لمنافع شخصية او انهم لم يفكروا اصلا بمصلحة اخرى غير مصالحهم الذاتية في المال والسلطة ، اما الوطنيون والصالحون في هذه الطبقة السياسية فهم قلة خذلها الاقربون وتجاهلها الابعدون ، وربما يعدهم الفاسدون  اشرارا ويتم ادراجهم في قائمة الارهاب ! فيهاجمهم الناعقون والمأجورون والاراذل بلا علم.

قد يتصور البعض خطأ ان ساسة الدول المتقدمة الخالية من الفساد هم نزهاء وخلوقون وابرار  ، وهذا تصور خاطئ فدول العالم متساوية تقريبا في عدد اللصوص الرسميين الا ان اختفاء الفساد في بعض الدول سببه القوة ، اي وجود السلطات القوية المدافعة عن مصالح شعبها ، فهي تطبق القانون فالجميع سواسية امام القانون ، يدعمها القضاء القوي ونظام والعقوبات الرادعة ، ان غياب القانون والسلطة والردع هو الذي ينقل السلطة الى ايدي الفاسدين فتكون سلطتهم فوق القضاء وفوق القانون بل بالعكس يكونون هم اصحاب القانون والقوة والردع ، وهنا يكون الشعب مستضعفا ، والاستضعاف يساهم في خلق ثقافة اجتماعية جديدة ، ثقافة الامر الواقع ، هذه الثقافة تجعل الناس يميلون الى تقسيم الفاسدين الى فاسدين اصدقاء وفاسدين اعداء ، فاسدين تساندهم قوة عظمى عدوة فهم اعداء ، وفاسدين تساندهم قوة عظمى صديقة فهم اصدقاء ، بل هناك فاسد وطني يرفض هيمنة الاجانب ، وفاسد خائن للوطن يؤيد هيمنة الاجانب ، وهناك فاسد شيعي من اتباع اهل البيت فهو صالح يقابله فاسد ناصبي فاسق ! فاسد متدين وفاسد لا دين له ..

هذه التقسيمات المضحكة للفاسدين اقل ما يقال عنها انها تقسيمات غير عاقلة ، يقابل ثقافة الاستضعاف عند الجمهور ثقافة التبرير والتنظير عند الحاكمين ، فبعض الساسة الفاسدين يرى بجد ان ما يحققه من مكاسب سحتية مكافأة مشروعة لدعم نفوذ الاجانب في بلده ، ويقوم بالتنظير للتبعية والتنظير لعمالته وشرعنة الخيانة ، فيقول اصحاب هذا النهج : ان العالم منذ اقدم العصور مكون من دول قوية ودول ضعيفة وهذا قدر لا مفر منه ، والدول القوية بطبيعتها توسعية استعمارية وتقوم باحتلال الدول الضعيفة بشكل مباشر او غير مباشر ، والعراق واحد من الدول الضعيفة التابعة ولكن لأهمية هذا البلد تتنازع عليه الدول القوية المختلفة ، وكل دولة تتخذ لها وكلاء واتباع وعملاء يمثلون مصالحها في البلاد ، وتغرقهم بالثروة والحماية والتلميع الاعلامي ، وتعطيهم الضوء الاخضر ليسرقوا اموال بلدهم ويكنزوها بلا رادع ، واذا لم تتفق الدول المهيمنة على نظام مصالح متوازن في البلد المنهوب فهي تلجأ الى تقسيمه ذات يوم لتأخذ كل دولة عظمى حصتها بدل النزاعات المستمرة.

ان مفاهيم الوحدة والاستقلال والرفاه والامن والعدالة مفاهيم جميلة ولها وقع ساحر على اسماع المستضعفين لذلك تستخدمها الاحزاب الفاسدة في الانتخابات لجذب الناخبين فقط .

يأمل العراقيون السير على طريق تطور الدولة وتمكين الشرفاء الشجعان النزهاء الاكفاء واجراء انتخابات حقيقية ونزيهة لازاحة الفاسدين ، وتقديم الاصلح لتشكيل حكومة ومجلس نواب وقضاء افضل ، فتكون السلطات اكثر قوة واكثر قدرة على الاصلاح والتغيير لانقاذ بلدهم وشعبهم وطرد الفاسدين ، والتحرر من الهيمنة الاجنبية ، واقامة الدولة العادلة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن..... كوفه
2021-03-20
المشكله ليست في الانتخابات حتى اذا كانت حره ونزيهه لكن المشكله كالاتي: امام الناخب العراقي لايوجد خيار اختيار الافضل بل امامه نفس الاحزاب ونفس رؤساء الكتل ونفس الفكر السياسي ان صحت تسميته بالسياسي وعليه اذا شارك في الانتخابات فلابد ان يختار اهون الشرين والنتيجه هي نفسها دائما والحل الوحيد هو تبلور حزبا او تيارا جديدا يتماشى مع توجيهات المرجعيه الرشيده وياخذ توجيهاتها على محمل الجد ويتخذها برنامجا له بسقف زمني محدد وواضح المعالم فالى ذلك اليوم نصبو لعل شمسه تطلع..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك