المقالات

هل آمَنَ بعضُ البرلمانيّونَ باللهِ العظيم؟!


 

مازن البعيجي ||

 

روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) واصفًا بعض الشيعة في آخر الزمان :

” مِن شيعتنا يكونون ذخرًا للفاسقين ، وملاذًا للفاسدين ، وقطّاع طرق المؤمنين ، إذ يُبالغون بِحُبّ مخالفينا والدفاع عنهم ، ويكونون نحلة للملحدين ، الفاسق عندهم مُوقّر والمؤمن عندهم مُحقّر ، لا يُميّزون بين الضأن والذئاب وبين المخلص والمرتاب “.

بحار الأنوار/ ج ٢_ ص ٥٨

أنا أطرحُ سؤالًا للاستفهام، ولعلّ الأغلب سيقول لي: إن الكثيرَ لايؤمنون باللهِ تعالى فضلًا عن معرفتهِ، وهو غاية في الوضوح والجلاء، بأن منْ تَتكلّم عنهم يقينًا لا يَعرِفونَ اللهَ الخالق العظيم ولا يَعتَرفون به لا من بعيد ولا من قريب! وما الأفعال التي نشاهدُها ونشاهدُ الوثائقَ عليها، لَخيرُ دليل قاطع على كفرِ هؤلاء الشياطين، رافعي الشعارات كذبا وزورا ونفاق.

( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) التوبة ٦٧ .

منافِقون، يفعلونَ ما لايعتقدونَ، ويقولونَ مالايفعلون، ويُظهرونَ مالايُبطِنون! وما يضاعِفُ الخطبَ، ويزيدُ الخطر، هو إسلامُهم الظاهري، واستسلامهم الباطني للشيطان، وعشقُهم للشهوات، ومعاطاة الذنوب والفواحِش، وأكلَ السّحتِ والحرام الذي زوَّدهُم أعداءُ الإسلام من وكلاءِ دولِ الأستكبار وأسرائيل، من بلدانٍ أعانت اصحابَ هذه المناصب على التمسّكِ باالجاه ونسيان المبادئ والقيم، وكأنهم سَحروهُم، فسَلَّموا واستَسلَموا!! بلا شكّ منَ الممكنِ لأيّ أحدٍ شاءَ منصِبًا متقدّمًا لابأس، يستطيع أن يُنالهُ، ولكن مع التقوى والحذر، ليحرزَ المسؤول رضا الله تبارك وتعالى ويضمن جنة عرضها السموات والأرض، وبذاتِ الوقت يَحفظُ دينهُ وسمعتَهُ وتاريخَهُ اذا مااتقى الله وسخَّرهُ في خدمةِ عباد الله!! بدل من حَصادِ الذنوبِ التي لا تقفُ عند الحرامِ والسرقةِ والعمالة!! بل تعدّى الأمر الى الأدهى من ذلك، حينما صارَ المنصِبُ سببًا ووسيلةً في جرِّ المصائب على فئآت محرومة من الشعب من قتلٍ وإهانةِ كرامات، ومثل هذا كثير.

وقد جاء في الحديث (من سَنَّ سُنَّةً سيئةً فَعليهِ وُزرَها وَوزرَ من عَمِل بها من غيرِ ان يُنقصَ من أوزارِهم شيئا) فلقد تناسى ، ماوصلَ إليهِ البلد من من دمارٍ وخراب إنما نتيجةُ تَقصيرهِم، وَوُغُولهم في حبّ الدنيا، ونتاجُ عمالتهِم للمحتَل واذنابهِ، بعد سقوطهِم في الغوايةِ، والرضا بحُطامٍ زائلٍ، وبالتالي هُم شركاءَ معهمْ بالدّماءِ المُحرّمة التي أُريقَت في اكثرِ من موردٍ ظلمًا ، ومازالت تُراق!!

فأيُّ جريمةٍ أعظمُ من أن يُصبحَ المرءُ شريكُا في دمِ أبناءِ الوطن والدين!! وكل ماأفرزَت المرحلة اليوم من أضرارِ على جميعِ الصُّعد، إنما هي نتيجةُ معاونةِ الظالم المُحتَل وشراكتِهِ المُهينَة في قتلِ الشعب مقابل رصيدٍ سرعانَ مايكون نارًا في بطونِهم يومَ يُرجَعونَ غدا  الى اللهِ، فيُنبِّئُهم بما عملوا وذلك هو الخسرانُ المبين.

وهل الأيمانُ الحقيقي إلّا رحمةً وطُمأنينة وزيادةً في البصيرة!

فكلما كانَ الايمانُ حقيقيًا صادقًا، كلما انعكسَ على القولِ والفعلِ والتطبيق، فلا يتركْ مثلَ هذه التَّرِكةِ من الذنوبِ والخَطايا والجرائِم والجرائر والويلات ممّا نراهُ ونلمَسهُ في حالِ فقراءِ العراق والمعوزيين والمقهورين،  لاأدري! كيفَ سوَّلت لهم أنفسهم أن يَسمحوا للشيطان أن يعبَثَ في عقولِهم وضمائِرهم ليكونوا طوعَ أمرهِ في معاوَنةِ أوليائِهِ ممّن ختمَ الله على قلوبهِم فكانوا عملاءَ وأدوات تُنَفّذ فقط دونَ حسابِ العواقب!!

(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)المجادلة ١٩

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك