المقالات

البندقية التي لاتَحملُ وعيًا ، لا تقتلْ مخطّط!!!


 

مازن البعيجي ||

 

يروى عن أحد المجاهدين في صدر الإسلام وكان مؤمنًا ثابتًا بطلًا ، وقد وقع في الأسر وكان برتبة قائد لديه الكثير من أسرار جيش المسلمين ومواقعهم . ولمّا وقع أسيرًا هو وولد له وصار العدو يطلب منه الإفصاح عن أسرار جيش المسلمين مقابل حريّته ومنصب كبير أيضا!

 استجاب على الفور وأعلن الموافقة ولكن بشرط!! قالوا له، وماشرطك؟! قال : ان تقتلوا ولدي قبلي أمام عيني! تعجَّب الجميع من شرطه الغريب غير المعقول! لكنّه أصرَّ على ذلك ولن يكشف سرّا حتى يُقتَلَ ولده أمامه! وقد حصل ذلك وتمّ قتل ولده ، فقالوا له : ها قد تحقَّق مطلبك، والان أخبرنا بما عندك ، استجمع قدرته ، وربط جأشَهَ وقال بقوة وشجاعة:

 نعم! إنما طلبتُ منكم قتلَ ولدي ليلتحق بأخٍ له خلّفتَه بأرض المعركة، ولأني اخشى إن عرَضتم عليه ماعرضتموهُ عليَّ ، وهو شابٌّ وقد يُغريه ذلك العرض فيُؤثِر الحرية على القتل ، وبذلك يكون قد أضرَّ بإخوانهِ المجاهدين ثمّ يخسَر الدنيا والآخرة!!

أمّا الان : فلكُم أن تُنفِّذوا فلا شيء عندي اخشى عليه ولن تنالوا مني شيئا!! .

هذا المشهد العقائدي الراسخ،  والبصيرة الثاقبة ، والموقف الثابت،   إنما هو ثقافة وليس ضربًا من خيال، عقيدةُ مجاهدٍ عرف تكليفَهُ ودورَهُ ، ولم يُؤثِر عمًى على هدى، فالدنيا بنظرهِ تُعَدُّ زائلة فانية بما فيها من مناصب وعقارات وأموال ومقامات وغير ذلك من متاع ومباهج! كل ذلك لايُعادِلُ النّعيم الباقي الذي استشعره إيمانه في لحظة تأمّل وهو يخَيّرُ نفسه بين الجنة والنار، والباقي والفاني، قد استحضَرَ دينَهُ وماصدَقَ به جَنانه ، لا كما الذي باع الدين والأسرار، وتآمر على أهله واخوانه وبني جلدته وخانَ القضية التي هي شرف كلّ مقاتل بما حمل من سلاح وبندقية ، من أجل حطام لا قيمة فيه ولاخلود له !! وشتّانَ بين متاعٍ لا يذيقنا غير لذة الوهمِ ولاحقيقة له، وبين زادٍ تبقى لذائذه وبريقه ساريَ المفعول على صفحات من نور الى ماشاء الله، كما لا رصيد يبقى مع التخاذل والخيانة إذا ما عرفنا عقوبتها وأنها المآل الذي ينتهي الى النار تلك التي هي مأوى المتخاذلين في طريق الله المستقيم!!

(فَلْيُقَٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء74

فلا خير في مجاهدٍ قشريّ وقائد مَظهريّ لا يحملُ وعيَ القضية المقدسة، تلك التي تمنحَهُ الهيبة والسطوة التي تنقادُ لصاحبِها النفوس والأرواح ، وراحةً تفوق كل مغريات الكون ، مقارنةً بمن حملَ السلاح زهوًا دون وعيٍّ ولا عهد ثابت ، فمَثَلُهً مَثَلُ الذي يُخشى عليه ومنه ، يخشى عليه من السقوط  طالما تتحكم به نوازعه والشهوات!ويُخشى منه ،ليُصبح مصدرا هيّنًا ليّنًا للمعلومات يهدّدُ ثغور المقاومين حتى من غير مقايضة او عرض يُغريه طالما تمكّنَ منه حب الدنيا والحرص عليها ، عندئذٍ يكون همّهُ الخضوع والخنوع والتزلّف واذكريني عند الأمير!!!

ومن هذا المنطلق ومع كلِّ ماوَرَدَ، يبقى هذا النموذج هو الأقلُّ تأثيرا، وأقلُّ عدَدًا من النموذج المشرِّف، ساطعُ البيان، راسخ الجَنان ، ذاك الذي به استُعِيدَت به الكرامة والعزة، وأصبح اليوم كالنجمِ الساطع في سماء محور المقاومة ، ينتشر ضوئه، وتتوسع مساحته ، ويلتحق به كل طاهرِ مولد ، وشريفُ أصلٍ ، وحامل دينٍ وعقيدة ، ولعلّ أحد أبرز من ساهمَ في صناعة هكذا نموذج، هو ذلك المعسكر الإلهي الذي تأسس في الفجر المبارك من عام ١٩٧٩ وله الفضل في صنع فكرٍ يجعلُ من حامله قادرًا على التمييز بين معسكر الحسين ومعسكر يزيد ،  وبين معسكر الخُميني والخامنئي ومعسكر الاستكبار وادواته ، ولايشتبه العاقل اليوم ليقول انّ  معسكر دولة الفقيه هو معسكر يزيد والعياذ بالله !!

(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)النساء139

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك