المقالات

شعوب وذنوب..!

1198 2020-11-29

 

سعد الزبيدي* ||

 

·        هل هناك مقياس ما لمدى استقرار شعب ما ؟!

 

سؤال كثيرا ما أطرحه على نفسي لأبحث عن إجابة مقنعة وسرعان ما أقلب فكري فيمن حولنا من بلدان لأتيقن أن أكثر البلدان استقرارا هي البلدان اللواتي لا نسمع عنهن شيئا في الأخبار فالاعلام يتاجر بالحروب والثورات والمصائب والكوارث والانقلابات والديون والافلاس فنادرا ما تسمع خبرا عن الاردن والمغرب بينما تتصدر بلدان مثل العراق سوريا لبنان اليمن  المشهد فلعنة الحروب والازمات والمشاكل ملتصقة بهذه البلدان أضف إليها ماتبقى من فلسطين والسودان ...الخ .

ومنذ عقود وهذه البلدان تخرج من أزمة لتدخل أزمة أخرى حتى نصاب بالحيرة والدهشة هل هناك جهات خفية وغرف مظلمة مهمتها صنع تلك الأزمات وكتابة السيناريو وتوزيع الادوار على اللاعبين في كل بلد كلا بل وحتى توزيع المهام على المنفذين في كل زقاق ومحلة وحي وهناك من ما زال يشكك في مجريات الاحداث وينسبها للفوضى والصدفة فقط فهل الصدفة دورا فيما يحدث؟!!!

طبعا الجواب:- لا.

فسياسة صنع الازمات مهنة تميزت بها دوائر المخابرات الاستعمارية منذ زمن لها اسس وقواعد حيث تنطلق من دراسة تحليلية استقصائية مستفيضة لأدق تفاصيل تعتمد على جداول الاحصاء لمكونات كل شعب وتأريخه وعادته الاخلاقية والاجتماعية والثقافية توجهاته الفكرية ودياناته ومعتقداته وعوامل القوة والضعف كي يتسنى لهذه الجهات تحريك وتوجيه العقل الجمعي حيث يشاؤون وادامة الفوضى ٱتت أكلها حتى باتت شعوب هذه الدول ترزخ تحت وطأة الفقر والجهل والمرض والتخلف تتحكم بها طبقة فاسدة أنانية لا هم لها إلا الاثراء على حساب الوطن والمواطن واصيب المواطن بالاحباط فهو بين نارين حكم استبدادي يصادر حرياته وانظمة تدعي الديموقراطية تسرق ثرواته.

تفتيت تلك البلدان وتجزئة وتقطيعها وزرع الفتنة والكراهية وعدم الثقة  هو المعول الأول في ضرب أي مجتمع وجاء بتخطيط خارجي وتنفيذ داخلي واصبح خطر التقسيم والافلاس يهدد اركان هذه الكيانات الٱيلة للسقوط.

هل مايجري محض صدفة أم أنه نتيجة ذنوب شعوب سارت وانتهجت مسلكا ٱخر وغردت خارج السرب؟!!!

البحث في الاسباب يقودنا الى مسالك متشابكة ودوافع متداخلة ولكن تظل النتيجة واحدة فقد سبق السيف العذل.

فهل تحصد الشعوب نتائج ذنوب اقترفتها كي يتحكم بها أراذلها مصداقا لقول الصادق الامين صلى الله عليه وٱله وسلم:- (كيفما تكونوا يولى عليكم) أم هذا قدر الشعوب التي خدعت بشعارات التحرر والديمقراطية؟!!!

المستقبل ينبيء عن كوارث قادمة وكل قطر من هذه الاقطار ينوء تحت وطأة مشاكل جمة حيث الاحباط اصاب الجميع وليس من ثمة أمل يلوح في الأفق وربما يكون المخاض عسيرا جدا وربما نحتاج الى ولادة قيصرية نضحي بالامة من اجل ان ننقذ، بلدا انهكه التعب.

ربما يكون الخلاص اضغاث احلام او سراب يراه الضمٱن ماء ربما ينظر الله بعين العطف لهذه الجموع ليغير من حال ولا شيء بعيد عن القدرة الإلهية غير أنا نعيش في زمن المادة حيث لا مكان للعواطف والروحانيات. فهل ستكون الاجيال القادمة أسوء حالا ونحن نورثهم ذنوبا وتبعات قرلرت جعلت البلد مرهونا ومديونا لعشرات السنين.

فهل ستستمر مأساة الشعوب أم يقول القدر كلمة أخرى.

 

*كاتب ومحلل سياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك