المقالات

أصابع الاتهام .

1197 2020-08-27

سعد الزبيدي*||

 

في كل عملة تغيير في الأنظمة وخاصة على مستوى دول العالم الثالث والدول النامية التي تعارض الهيمنة الأمريكية يكون لعمليات الاغتيال تأثير كبير جدا في أحداث بلبلة كبيرة ربما تساهم في ازاحة الكثير ممن يعارضون بصورة علمية ولهم تأثير كبير في المجتمع فمن هؤلاء سياسيون وقادة رأي وصناع فكر واعلاميون واكاديميون من حملة الشهادات العليا من أطباء ومهندسين أما العراق فكان له خصوصية فقد تم اغتيال علماء الذرة والطيارين وضباط جيش ومخبارات وأجهزة امنية وربما استخدم الاغتيال من أجل زج العراق في حرب أهلية فكان هناك قتل على الهوية وهناك قتل لأصحاب مهن معينة وهناك قتل بحجج واهية لا تمت للاسلام بصلة.

هل تبادر لذهنكم من كان يخطط ومن كان قد اشعل الشرارة الأولى ومن صب الزيت على النار ؟!!!

الموضوع متشعب وخطير جدا يتشارك فيه أجهزة مخابرات ومنظمات خاصة تعمل تحت امرة ادارات صهيوامريكية وهناك اعلام أصفر مدفوع الثمن يسلط الضوء على هذه الاغتيالات يدس السم بالعسل ويستطيع أن يؤثر في عقل المتلقي بل ويوجهه حيث يريد خدمة لاهداف من يدفع له .

تقسم الاغتيالات إلى عدة أنواع وهي :- اغتيالات سياسية وعقائدية واقتصادية وانتقامية .

تعمل تلك المنظمات التي تترك التنفيذ لبعض الخارجين عن القانون ومن كل مكونات المجتمع بعد أن تعدهم اعدادا على مستوى كبير جدا ويتم تشكيلهم على شكل مجموعات صغيرة كشجرة العنب حيث كل مجموعة ترتبط بشخص يصدر الاوامر لا يعرف عن بقية المجاميع أي شيء ويكون العمل بمنتهى الدقة حتى تخلط هذه الاغتيالات لتصبح وكأنها جميعها سياسية عقائدية من أجل بث الرعب في المجتمع وزعزعة الثقة بين مكوناته من اجل تفريغ المجتمع من محتواه وهكذا يقرر الكثير ممن اغتيل اقرانهم للهجرة والرحيل عن البلد ليتم للمخطط ما أراد في أن تطفح بعض الشخصيات الانتهازية اتصل إلى قمة الهرم وتصبح مؤثرة في صنع القرار الذي سيبتعد عن حاجات القاعدة ويخدم الشريحة الحاكمة وتكون هذه الاغتيالات وبمساعدة الاعلام الأصفر سببا في زرع بذرة الفتنة التي تعصف بأي بلد مهما كانت قوة تماسكه .

لو تفحصنا في عمليات الاغتيالات التي لم تتوقف طيلة 17 عاما للاحظنا أنها تتم بمنتهى الذكاء بعض الاحيان بينما تتم بمنتهى السذاجة احيانا أخرى وهنا يجب ان نضع علامات استفهام كبيرة جدا أمام الاغتيالات التي لم يتم التوصل لمنفذيها لأنها حتما ستكشف لنا الجهات التي تقف خلفها وأنا متيقن أن من قتل العلماء والطيارين وخبراء القضاء الذين اعترضوا على بعض فقرات الدستور وقتل الشهداء الحكيم قدس سره وعز الدين سليم ومن بدأ بقتل شيعي هنا وسني هناك ومن قتل حلاقا أو مومسا ومن قتل متظاهرا أو رجل امن أو ناشط مدني أو اعلامي هو شخص ادى خدمة لهذه المنظمات التي تريد أن يستمر العراق في هذه الفوضى التي يجب أن لا تتوقف ومن يتابع بعض القنوات التي تعتاش على صنع الأزمات وتغذي الفتنة وتوجه اصابع الاتهام لجهات منتخبة من أجل زعزعة الثقة وتوسيع الهوة بين المكونات وزرع افكار التقوقع واللجوء للطائفية وطرح موضوع الانفصال طمعا في الامن .

عندما يطأ المحتل ارض بلد فهو لن يفرط به بهذه السهولة وهو سيسعى للاستفادة من خيراته السابقة وما يمتلك من أجهزة استخبارية أو مراكز بحوث او منظمات كي ترفده بكل المعلومات التي من شأنها معرفة طبيعة تركيبة اي مجتمع وتغذية مواطن الضعف وضرب مواطن القوة فساعة يستخدم المحتل واذرعه المذهبية ويعملون على تناحر المذاهب ويستخدمون بعض الادوات من اجل إصدار فتاوى الحرب والقتل ويغذون الصراع المذهبي وتارة يغذون القبلية والمناطقية من اجل تفتيت المجتمع .

وتارة يستخدمون الجهل ويستهدفون المثقفين بحجج شتى وبذلك يتحقق هدفهم في السيطرة على بعض الامعات ممن يكونون مهيئين نفسيا وذهنيا كي يكونوا بيادق تحركهم تلك المنظمات وتلك الأجهزة الاستخبارية وفي مجتمعنا اليوم طفح للسطح الكثير من المغمورين والنكرات من صيادي الفرص وراكبي الأمواج والافاقين بل واصبحوا رقما يصعب تجاوزه في أي قرار سياسي .

لذلك لاحظنا أن هناك الكثير من المدعين الكذابين الطائفيين الارهابيين المزورين قد اصبحوا ممثلين للشعب تحت قبة البرلمان فمن اوصلهم وكيف ؟!!!

ان هذه المنظمات التي تبحث عن الثغرات كي تندس من خلالها كي تنفذ اهدافها وتغتال بعض الشخصيات المنتخبة ايذانا ببدأ حروب اهلية تأكل اليابس والأخضر وفي فوضى الاتهامات المتبادلة والإعلام الموجه تنطلق عمليات انتقامية من كل الأطراف بينما يختفي الفاعل الأصلي بعد أن نجح في تنفيذ ما أوكل إليه .

ما الغرض من استمرار الاغتيال ؟!!!

أرى أن عدم الإستقرار الأمني يكون سببا رئيسيا في زعزعة الاتقصاد وتكون البيئة مهيئة لتمزيق البلد حيث يلجأ الجميع لامتلاك سلاح للدفاع عن نفسه وعائلته وقبيلته ومذهبه وطائفه وقوميته وبهذا تفقد الدولة هيبتها بعد أن غاب الامن وأصبح صوت العقل والحكمة لا يسمع وسط ازيز الرصاص .

إن الدولة القوية هي التي تستطيع أن تبسط نفوذها على كل شبر فيها وتستطيع أن تنفذ القانون على الجميع حيث الكل تحت مظلة القانون .

مر العراقي بعقود من الحروب التي لم يكن له فيها ناقة ولا جمل وعمدت كل الأنظمة العسكرية منذ 1958 على عسكرة المجتمع ساهمت في سهولة اللجوء إلى السلاح كحل أولي في كل نزاع نحن بحاجة ملحة إلى أن يكون كل السلاح بيد الدولة على أن توفر الدولة الأجواء الآمنة للجميع وتثقيف الشعب لمساندة الدولة في هذا الجانب ولابد الأجهزة الامنية أن تعتمد على خبراء في الادلة الجنائية للوصول الى أي جاني وخاصة في موضوع الاغتيالات لأني على يقين أن هذا الموضوع هو من اخطر المواضيع فالوصول إلى المنفذ ومن يقف خلفه سوف يكشف جهات متورطة لا تريد الخير للعراق وأهله وأنا متيقن أن منظمات صهيوأمريكية ستكون هي الجهات التي تخطط لهذه الاغتيالات بعيدا عن المنقذ .

ولابد أن تقف المؤسسات الاعلامية وقفة شجاعة لفضح القنوات الصفراء التي ساهمت في تخريب البلد وكانت لكلماتها رصاصات للكواتم وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة تحصد ارواح المواطنين ولابد من تثقيف الشعب لكشف الجهات التي تقف وراء مسلسل الاغتيال ومقاطعة القنوات الصفراء .

ان مسلسل الاغتيالات لن ينتهي حتى تكون الحكومة قوية تستطيع الوصل عبر اجهزتها الامنية والاستخبارية للوصول القاتل ومن يقف خلفه وتقديمه للمحاكمة وتوفير الامن لجميع أفراد الشعب حتى يؤمن الجميع أن لغة الحوار هي السبيل الانجع لاختلاف الآراء ولأن الاختلاف هو سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه .

*كاتب ومحلل سياسي .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك