المقالات

ابعد زرعك..!  


عبد الحسين الظالمي||

 

تذكرت مثلا عراقيا قديما فيه حكمة وعبرة عظيمة تصف حالة غريبة في سلوك الانسان عندما يبلغ ظلمة للاخيه الانسان حدا يرى فيه نفسه انه هو ولا غيرة له الحق   بالتصرف وفق مايرى.

  ذلك المثل يقول بالعامية العراقية (ميل زرعك عن دوابي ) والذي يعني ابعد او انقل زرعك (حقل الزرع) عن مسير دوابي التي املكها...

والمفارقة في المثل ان يطالب المتحرك من الثابت ان يغير موقعه وهو يعني ان صاحب الزرع الذي هو ثابت باعتباره نابت بالارض عليه ان ينقله او يبعده عن قطيع صاحب الدواب والتي تكون متحركة والمفروض هي التي تبعد عن الاضرار بزرع الاخر !

ولكن الاحساس المفرط بالقوه او باستخدام الحق وبفقدان موازين العدالة وضعف القانون  لذلك نرى المطلب مقلوب .

وهذا ما يجري بالضبط بين بعض من يسمون انفسهم متظاهرين  (وهم بالتاكيد بعيدين عن فكر المتظاهر الاخر صاحب المطالب المشروعة) وهولاء الذين يستخدمون التظاهر  لتنفيذ  نوايا  تسيىء للكل واول من تسيىء لهم  المتظاهرين انفسهم ومع مرور الزمن تفقدهم الدعم ولاسناد الشعبي الذي  منحهم هذه القوة وهذه الحصانه النسبية  لولا خروجهم عن  المسار.

ناهيك عن ان هذه التصرفات تخرجهم من العنوان ( لان التظاهر ممارسة ديمقراطية  حضارية لها شروطها) اما ان يخرج البعض عن  كل المسارات ويريد ان يتصرف بما يحلوا له فهو يريد ان يدخل دائرة او مقر حزبي او مؤسسة اقتصادية ويحرق ويدمر  وعلى الاخرين عدم اعتراضه او الوقوف بوجه.

بل عليهم ترك المقر ليحرق وينهب ويعبث به او ربما  تصل الامور الى درجة حرق من فيه او قتلهم او الاعتداء عليهم  وبهذا التصرف الخارج عن الصواب  نكون اما م  القصد والحكمة من المثل الذي تعرضنا له  في اعلاه .

على   الحراس  في الدوائر والمؤسسات ترك المقرات  لتحرق ويبعث بها سواء كانت مال عام او خاص وهذه اول مرة تحدث ربما في كل عوالم الديمقراطية  لان هناك فرق بين التظاهر والشغب والتخريب والحرق جريمة تخريبية مهما كانت الدوافع ولاسباب والمقاصد لان  المقصر والمذنب يحاسبة القانون وليس كل من يدعي بالظلم عليه ان ينفذ القانون.

 وانا هنا اقصد  الوسائل الديمقراطية في التعبير   وليس الثورة وتغير النظام  لان ذلك حديث اخر .

وهذا الامر يضعنا اماو  قضية وهي ( لماذا اذا  نصع حراس على المقرات سواء حكومين مثل حماية المنشاءات او الحماية الشخصية اذا كانت النتيجة هي تسليم المقر حتى يحرق او يقتل من فيه؟  والدولة تدفع مليارات لحراس المنشاءات خصوصا وان القضية لاتعني فقط المقرات الحزبية؛ بل تعدت الى المال العام والمؤسسات الحكومية والسفارات  والمراقد وربما تتطور الى ابعد من ذلك.

 وفعلا تطورت ووصلت الى حرق البيوت على العوائل وحرق المولات  والمتبضعين  فيها   وهذا ما يجعل الخسائر تزداد وكأن  من يفعل ذلك قاصد ا  جعل  الخسائر ترتفع

والسؤال الاخر كيف تفرض هيبة الدولة وتفرض القانون في هكذا حالة  ؟ بالعكس ان عدم الوقوف بوجه هكذا تصرفات سوف يساعد  على انتشار السلاح خارج الدولة عندما تعجز عن حماية مصالح الناس. وسوف تجعل رجل الامن في حيرة من امره واقع بين سندان واجبه   وبين مطرقة متظاهر لا يريد ان يقف عند حد، وفي نفس الوقت تساعد على  انتشار ظاهرة  تصفية الحسابات عن طريق الخطف والاغتيال والاستهداف المزدوج للمتظاهرين وللقوى الامنية وهذه ظاهرة بدت تستفحل .

عدم التفريق بين الثورة وبين ايصال  المطالب جعل الامور تختلط  فمن يريد الثورة عليه ان يعلن عن ذلك وعلية ان يتوقع الاسوء نجاحا او فشل ومن يريد ان تتحقق مطالبة علية ان يفرق بين الاسلوبين وعليه ان يحدد مطالببه المعقولة ويضع لها سقوف زمنية واقعية  ويتعامل على ضوء النتائج .

ما نشاهده اليوم من تداخل واختلاط الاوراق سوف يحرق الكل  وسوف يجعل الكل خاسرين خسارة يصعب تعويضها  وسوف تترك اثار جسيمة مثلما نعيشه الان وخصوصا اذا سقط الكل في مستنقع الفوضى  (كلمن ياخذ حقه بيده )

على الحكومة والمتظاهرين واصحاب الشأن التحرك السريع لوضع حد لهذا الخلط  بالاوراق

قبل فوات الاوان . 

الدماء غالية من اين سقطت والايتام بلغت اعداد لا تقبل الزيادة والمقابر بدءت تفقد صبرها  لان صور الشباب غزت المقابر من المعارك او المظاهرات..

كفى ظلما بعضنا للبعض الاخر الى درجة فاقت كل تصور ...

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك