المقالات

(المقاومة)  وشرعية إصدار  البيانات بشأن  تقويم العملية السياسية ؟  


محمود الهاشمي

 

تعد المقاومة واحدة من الثوابت الأساسية لأية امة ،تخلصت من نير الاستعمار والتخلف ،ولا تنتهي مهمتها في حدود الواجب العسكري ،لان الذين انخرطوا في مشروع المقاومة هم من فئات مختلفة من ابناء الشعب ،وبذا فهم يمثلون المجتمع بكل تنوعه وتكامله .

بعد انتهاء العمليات العسكرية ،وخروج قوات الاحتلال ،فان  قيادات المقاومة غالبا مايكونون هم قادة العملية السياسية كًونهم اصحاب الحق الشرعي في ذلك ،وقادة النصر والأكثر حرصًا على نجاح الثورة ومستقبل البلاد .

ان تغيير النظام البائد على يد قوات الاحتلال (التحالف الدولي ) لم يكن خيارا عراقيا ولا قادة المقاومة الذين قارعوا النظام وتحملوا وزر الغربة والتضحيات  الجسام من الشهداء الأبرار .

فقادة (التحالف الدولي) وعلى رأسهم الولايات المتحدة هم من اختار طريق الحرب والاحتلال ،ومن وضع النظام السياسي (الليبرالي)وفق رغبته ،لذا فان قوى المقاومة سرعان ماواجهت هذه القوات المحتلة ودخلت معها في حرب ضروس ومعارك ضارية تكبد فيها الاحتلال الالاف من القتلى والجرحى والمعوقين وخرج مذلا مهانا عام2011 .

ان انخراط بعض قوى المعارضة للنظام البائد في العملية السياسية لايعني الرضا عنها،بل لغرض تقويمها .

بدأت العملية السياسية بالعراق مشوهة منذ البداية نتيجة لحجم التدخلات الاميركية وصولًا الى صناديق الاقتراع وفرض نظام العد الإلكتروني واستيراد الأجهزة من دول صديقة لها (كوريا الجنوبية)وإدارتها من دول صديقة وعميلة (الامارات ؟

ان شيوع الفساد الإداري والمالي في مفاصل الدولة والتدخلات الاميركية والخليجية وراء تشجيع (منصات الفتنة ) التي وفرت فرصة الدخول لداعش واحتلال ثلث ارض العراق ،لو ترك للقرار الرسمي لتمدد الدواعش الى بقية محافظات العراق وفرض الإرهاب الوهابي  على العراق ،لكن الذي غير المعادلة هو قرار  المرجعية الدينية عبر فتوى الجهاد الكفائي ،وهنا نسأل :-هل ان المرجعية الدينية مؤسسة حكومية ؟ الجواب (كلا) لكن هذه  المؤسسة الدينية هي من أصدرت القرار للشعب فاستجاب الشعب لها وانخرط الجميع لتحرير ارضهم من الدواعش فيما ان الذين التحقوا بسوح المعارك هم من فئات مختلفة يتقدمهم رجال الدين وكبار السن والشباب دون (18) سنةً ومن فئات مختلفة وحرف ومهن !!

ان عددا كبيرا  من الذين شاركوا في القتال التحقوا في هيئة الحشد الشعبي عبر قانون صدر عن مجلس النواب ولهم قيادة واسماء وعناوين ولكن السؤال ؛-اذا كانوا جميعًا تحت إمرة الدولة والقائد العام للقوات المسلحة لماذا استهدفت القوات الاميركية مقراتهم ب(50) هجوما ؟ثم لماذا لم تدافع عنهم المؤسسة الرسمية واكتفت بالبيانات (المتأخرة) ولماذا صنفت امريكا بعض قيادات الحشد الشعبي ب(الإرهاب) واعلنت عن ملاحقتهم  وآخر ما فعلت انها ارتكبت (محزرة المطار ) وقتلت احد كبار قادة الحشد الشعبي ؟

ولم تكتف امريكا بذلك بل واصلت التهديد والوعيد وزجت بعملائها بين المتظاهرين لارتكاب اعمال العنف والقتل والترهيب !!

أليس من حق (المقاومة) ان تواصل عملها حفاظا على ارواح الناس وممتلكاتهم وكرامتهم وسيادة بلدهم المنتهكة التي أوصلت إسرائيل ان تقصف المقار العسكرية داخل الأراضي العراقية .

الحشد الشعبي لايرى في جميع فصائل المقاومة سواء الملتحقة به او لم تلتحق   الا  جزء منه ،وهم جزء منه ،ومثلما قاتلت فصائل المقاومة الاحتلال وأجبرته على الخروج كذلك من واجبها ان تطهر العملية السياسية من اتباعهم وعملائهم ،وإلا مافائدة الدماء الزكية التي ضحوا بها مادام اذناب المحتل يديرون دفة البلاد ؟

قد يقول قائل ان (عماركم وهاديكم ومقتدائكم ونوريكم )هم من جاؤوا ب(الكاظمي )لرئاسة الوزراء ونقول :-خيار طبقة السياسيين ليس خيار الشعب فهؤلاء قد أوصلتهم خلافاتهم وامتيازاتهم الى خيار سيء!! والدليل ان المقاومة ليست هي المحتجة على هذا الخيار انما الشعب بأكمله من شماله الى جنوبه ،ومن متظاهريه ومحتجيه واقل ماتوجه  للكاظمي  من تهمة ان مجزرة المطار واستهداف قادة النصر قد تمت في ادارته لجهاز المخابرات ،فأين تحقيقاته ومن وراء الجريمة ؟ ثم السؤال؛- لماذا زج ايران في عملية قبول (الكاظمي)؟ المسؤولون الإيرانيون لايريدون التدخل بالشأن السياسي العراقي ويتعاملون مع خيارات  الكتل السياسية العراقية في بعدها الرسمي لاغير !

اننا نعلم ان جهات وأقلام سخرت لخلق فجوة بين فصائل المقاومة والحشد الشعبي ،ونقول لهؤلاء (ان اي بيان يصدر عن فصيل للمقاومة هو عن رضا الحشد والشعبي وقيادته سواء سكتوا او نطقوا لان المصير وسبب التأسيس واحد ،وان عنوان المقاومة هو ذاته عنوان الحشد ) ،واستفزازات عملاء إسرائيل بإثارة الفتنة لامكان لها في قلوب غسلتها ميادين القتال عن الطمع وباركتها ملائكة السماء ،

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك