المقالات

الكبش والعرش..!

1658 2019-08-17

ا.د.ضياء واجد المهندس

 

كان الكبش الابيض، المرقط بالسواد على كتفه، يتأمل قطيع الغنم، ينظر بفخر امام النعاج اللواتي يعرفن فحولته،  الخراف الذين جربو نطحه وضرباته، قال: لن اقبل بعد اليوم ان نكون مجرد قرابين للبشر، يضحون بنا في حجهم، و يقدمونا لضيوفهم، ويذبحونا لنذورهم، ويشتمون بنا بعضهم  ببعض،  ويقولون: بلد خراف، وشعب خراف، هل خلقنا لكي نذبح ونقدم على اطباق للبشر..

من الان ،ستكون لنا رسال ، سنحيا لنقدم لأنفسنا وأبنائنا، دولة ومجتمع انظف وانزه واعدل وارقى من البشر الجزارين..

لاحظ الكبش الثائر ان الخراف بدأت بالتراجع نحو الخلف في زوايا الزريبة، حينها ادرك ان الجزار قد جاء بكلاليبه وسكاكينه..كانت الخطوة الاولى للكبش الثائر هي المواجهة، ليزرع في ابناء جلدته الصوفية، القوة والعزيمة والاصرار والمبادرة على التحرر.

حاول الجزار ان يسحب الكبش الثائر ليكون الذبيحة الاولى، و عبرة لمن يحاول اثارة الشغب على عرش الجزار، الا ان مقاومة الكبش ونطحه وإصراره على الافلات من قبضة الجزار، انهكت الجزار وجعلته يختار كبش آخر كان مسالما، ذهب صاغرا نحو مصيره المحتوم، وهو ينظر الى البقية بحزن، والى الكبش الثائر بحسرة و استسلام...

في المساء قرر الكبش الثائر ان يبدأ الخطوة الثانية: الهجوم والافلات من الجزار، قام الكبش الثائر بكسر سياج متهريء، وصاح: ايها الخراف، يا اهلي، انطلقوا نحو الحرية، لقد كسرت قيود سجنكم واحتجازكم.

لم ينطلق معه الا بضعة خراف ونعاج ، كانوا يقدمون خطوة  ويتعثرون في خطوة، وكان التردد والخوف يطبع اثاره على اثار اقدامهم. تراجع القطيع الى الخلف في الزريبة، قال كبش كهل: لقد جئتنا  شيئا نكرا، ما فعله احد من ابائك الاولين.

قالت نعجة: انك تثير فتنة بين الاغنام، وتجلب علينا غضب  سيدنا الجزار، ونخشى ان يقطع علينا الماء والكلأ.

قال كبش اخر: ان قدرنا ان نكون اضحية وقرابين، منذ الاف السنين، فدع الحرية للآدميين، لقد خلقهم الله احرار، ومع هذا فان معظمهم عبيد لبعض الطغاة والظلمة والمستعمرين.

 ايقن الكبش الثائر ان يبدا الخطوة الثالثة: مشاركة القطيع وتحفيزهم للثورة، فدخل الزريبة واخذ يهتف: ايها الشجعان من النعاج والخرفا ، اناديكم لتثوروا على ظلم وقتل وإبادة الجزارين البشر، هم يذبحون بعضهم البعض من اجل السلطة والمال والجنس، و يذبحونا من اجل الاضحية والقرابين والنذور والشراهة في الطعام، لماذا لا يكونوا نباتيين، لماذا لا يأكلون النمور والفهود والاسود.

 لم يتقدم لدعم الكبش الثائر الا بعض الخراف والنعاح، اما الباقين فانزووا في ركن بعيد.

قال الكبش الثائر لهم: ايها الجبناء ، الذين ارتضيتوا الذل والعبودية والمهانة والذبح، لن تكونوا احرار، وستورثون خرافكم ونعاجكم  العبودية والذل.

اشتد الخلاف بين الكبش الثائر وبقية الخراف، الذي تحول الى عراك ونطح، وانتهى بالكبش الثائر قتيلا، و جرح عدد كبير من الخراف.

جاء الجزار وسحب الكبش الثائر، و هو يثمن موقف الخراف في البقاء في الزريبة قائلا لهم: اشكركم، ساتيكم بالماء والعلف، لن اسحبكم بقوة بعد الان، عليكم ان تقفوا بالطابور، و كل واحد ياتيني متى ما اشرت له.

قامت نعجة مجروحة مناصرة بجمع صوف وبقايا الكبش الثائر ليكون نصب له، وقالت للقطيع: كلكم تعرفون الكبش الشهيد لو كان يرغب بقتلكم لقتلكم جميعا، ولكن جرحكم اجمعين، لتكون جروحكم نياشين، تذكركم بخيانتكم وجبنكم وعبوديتكم، مات منطوحا وسيذبحه الجزار ويدعي انه ذبح كبش حي، لان الجزار بلا ضمير ولا ذمة ولا دين.ايها الخراف العبيد، لقد منحكم فرصة للحرية والنجاة، ولكنكم ارتضيتم العبودية وجبلتم عليها..يا اغنام، لو قدم الله لكم الحرية طعام، لاعنتم الصيام...ايها الخراف الجبناء، لقد لحقتم بكثير من البشر الرعاديد، الذين يمشون جنب الجدار والخيام، و يخشون الطغاة حتى في الظلام، وليس له من دنياهم الا الزاد والنيام ...

اقول ..لنا وللعراق ولاهلنا رب يلهمنا القوة ، و يجعلنا من اهل التغبير والثورة..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك