المقالات

لوبيات قذرة تقرر إحتياجنا لأمريكا

1657 2019-02-17

أمل الياسري


(16) سنة من التغيير والعراق لم يستعد كامل سيادته، فما زالت الساحة العراقية مسرحاً لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية، لذا ما زلنا بين مطرقة تدريب القوات الأمريكية للجيش العراقي، وسندان عودة الإرهاب لأراضينا، وبهذه الحجج والذرائع، يبقى ملف التواجد الأمريكي على الأرض ملفاً شائكاً، فهل يستطع العراقيون خصم هذا الملف، وإجلاء المحتل التقليدي الزاعم لمحاربة الإرهاب عن أرض العراق، لكنها بنفس الوقت تسلك الطريق الخطأ للبقاء. 
معظم المراقبين للعمليات العسكرية التي جرت بعد عام (2014)، بدخول عصابات داعش التكفيرية وإستباحة مدننا، وإنطلاق فتوى الجهاد الكفائي، وتشكيل فصائل الحشد المقدس، وحتى قبل أعوام الإرهاب أي بعد دخول القوات الأمريكية (2003)، يلاحظون أن هذه القوات، كانت عامل تأخير في معركة القضاء على داعش، وما أبدعوا فيه هو الإستمرار بنهب ثروات العراق، ولذلك يسعون للنيل من الحشد، لأنه كشف زيفهم ومنع تنفيذ مخططاتهم القذرة. 
اللوبيات الأستكبارية سعت دائماً، الى إدارة الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الخليج العربي لما له من موقع متميز وثروات لا تنضب، وعلى يد رجالاتها أو أذيالها من دول الجوار، فتضرب مَنْ تشاء، وتتدخل في شؤون مَنْ تشاء، وتُنصب نفسها شرطياً على أية منطقة متى ما تشاء لتنتهك سيادتها، واليوم تتخذ شكلاً جديداً للمواجهة مع إيران، وساحة العراق هي المنطلق، فأين تجرنا هذه اللوبيات الإستعمارية؟ 
صفقة القرن إكتملت بعقد مؤتمر وارسو، حول التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يدرك العراقيون معه أن القضية الفلسطينية باتت في طي النسيان، فمهمة هذا المؤتمر الفاشل، هو مواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران، بعيداً عن قضية العرب المركزية، مع علمنا ان التطبيع مسألة اكل عليها الزمن وشرب، حتى أتخمت مدللة أمريكا (إسرائيل) من كثرة التطبيعات، والزيارات، والأجندات الخادمة لها، أفبهذا الحديث أيها الساسة العراقيون تقبلون؟! 
التنافس القائم بين القوى السياسية، جعل البيت العراقي ضعيفاً، منقسماً حتى بين البيوتات نفسها، فسمح للتدخلات الخارجية، بأن يكون لها وقع خاص وأجندة اكثر خصوصية، وتم التعامل وكأنه تحت الوصاية الأمريكية، لتقود الأخيرة حروباً مزاجية بالنيابة، ومد بعض دول الجوار بالوقود السياسي، لإشعال نيران التناحر والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وما عاد للحكومات السابقة والحالية حول أو قوة، (فظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيرة). 
هناك جهات عراقية وطنية، رافضة للتواجد الأمريكي على الأرض، لكن رغم الرفض نلاحظ أن الموقف الحكومي غائب وغير معلن بوضوح، كما أن البرلمان يبدو وكأنه مكبل بعمل قديم جديد، ومنقوص فيما يخص هذه القضية، خاصة وأن قوى الحشد الشعبي، ترفض وبقوة بقاء هذه القوات وتحت أية ذريعة، وتنفيذ أي لوبي خائن ومتآمر، فذلك يعني وجود مَنْ يحاول خرق سفينة العراق من الوسط، وذلك لن يكون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك