المقالات

تشابه الماضي والحاضر ..

2951 2018-09-19

زيد الحسن 

في كل خميس تصطف الصفوف في كافة مراحل الدراسة ، ليبدأ النشيد الوطني ويرفع العلم على سارية تعانق السماء ، ويكون مدير المدرسة مهندماً ومستعداً ان يلقي خطاباً حماسي يشد عزم طلبته ، مستذكراً دروساً من التاريخ .
كبرنا وعرفنا التاريخ على مصداقيته ، اقلام محبة واخرى حاقدة والجميع يدون ما يراه الحق المبين ، انا وانتم أيها السادة دونا شمالا وجنوباً ، لكن هل الحقيقة معي ام معكم ؟ وما كان السبب في اختلاف رؤيتي عن رؤيتكم ؟ أياك والقول ان المصالح والمنافع هي سبب فرقتنا ، بدليل ان العراق ضاع بين غيلان ثلاث ، ولا تحدثني عن الحضارة وماضينا ، فلقد شبعت منها حد التخمة ، للاسف تاريخنا حبر زائف على ورق اعمى ، فيه من الابناء العقوق لابائهم وفيه حروب بين ابناء العمومة مستعرة ، وفيه كل ماتقشعر له الابدان ،اعلم ان هناك من سيصرخ بي ويقول قف رويدك تاريخنا عريق ، لكن قبل ان يصرخ عليه ان يخبرني ماهي عراقته ، اعطيني صرحاً شيد ، او مناراً اضاء لنا درب ، بالطبع لن يستطيع فهو مغرم باجنحة ابن فرناس وتبين انها كانت مزحة هلك فيها الرجل ودق عنقه ، ولاتخبرني ان اصل العلوم عربية وتذكرني بالرازي وابن الهيثم ، فأن مايستر عورتك الان من صنع الدول الكافرة ، فأنت من تخلى عن افكارهم وهم ترجموها على ارض الواقع ، حضارتنا ياسيد فيها من الغلو الكثير الكثير وفيها من الفظائع ما هو اكثر ، واكثر ما يخجل اننا اليوم نرمي بفشلنا على جنكيز خان وهولاكو وحتى على صدام ، واليوم نقول امريكا دمرت ونهبت ، والرؤيا قد وضحت جلية اننا من دمرنا ونهبنا ، ولم تكن بلداننا تضيع لو كنا فعلا نستحق تلك البلدان .
وخير شاهد القدس وكيف انها ضاعت امام انظار ملوكاً ورؤساء وشعوباً اكتفوا بالشجب والادانة وخرست بعدها لهم الالسن ، وكم من قدس في بلاد العرب مستباحة ؟
حتى تلك المدن التي لم يدخلها الاغراب احتلت على ايدي الاشرار من اهلها ، وكلما لامس الامل لنا بعودة الفارس الذي يحمل عشبة الخلود ، كلما عرفنا أنها اسطورة وكلكامش ميت وانكيدوا جثة هامدة اكلها هام الارض .
معلمي المسكين ؛ مارأيك ان تكف عن خطابك وتكتفي بدار دور الشعب سيثور ؟
مارأيك ان تنكس الاعلام مدعياً ان السارية تنتظر الموازنة لتبنى وان السياسي السارق سيتوب ،
ما رأيك ان لا تجعل طلابك بصفوف منتظمة وتجعلهم مجاميع وفرق تشبه مجاميع وفرق ساستنا ، لكن لو كان في قلبك قليل من الرحمة ، لذهبت لأي صندوق مانح وجلبت لهم زياً عسكرياً وقطع سلاح ، وجهزهم بدل ان تتركهم عرات اليدين ، وتتكسر لهم الاذرع ، استاذي المربي ؛ لقد أكل الساسة حقوقك قبل حقوق اولادنا وحقهم في التعليم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك