المقالات

أهكذا يرد الجميل ؟! 

3352 2018-08-10

قاسم السلمان
عندما إقتربت مجاميع داعش الإرهابية من أسوار بغداد، ودق ناقوس الخطر الداعشي، وتزامنا مع فتوى الجهاد المقدس، أنتفض رجال الله في إيران الإسلامية؛ للدخول بالمواجهة المباشرة، مع تلك المجاميع المجرمة القادمة من وراء الحدود، ُفتحت مخازن السلاح أبوابها على مصراعيها؛ لتزود القوات العراقية، وقوات الحشد الشعبي، بما يحتاج من سلاح، كما صعدت ثلة من قيادات الميدان من المستشارين الإيرانيين للخطوط الأمامية.
كانت الحرب مع داعش الإرهابي، منازلة شرف بين جنود العقل، وجنود الشيطان، وعلى مرأى ومسمع من الدول العربية التي أكتفت بالمراقبة، وإصدار بعض البيانات الخجولة؛ التي لا ترتقي الى مستوى الإنتماء العربي والإسلامي، ناهيك عن بعض الدول الخليجية التي شجعت تلك المجاميع البربرية ومدتها بالمال والسلاح، وتحت أنظار الولايات المتحدة الأمريكية وبمباركتها ايضا لأسقاط العملية السياسية في العراق. 
المواقف الإيرانية المساندة للشعوب المسلمة، لم تحبذها دول الأستكبار ودول الغلمان؛ لذا شحذت تلك الدول المستكبرة هممها، للإجهاز على قوة الدولة الإسلامية الإيرانية، بشتى الطرق والوسائل، وكان أولها الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المقبوض الثمن من مملكة آل سعود، إن الإنسحاب من الاتفاق النووي الأممي، الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي، ان تكتيكاً أمريكياً خبيثاً، رافقه حزمة عقوبات أحادية الجانب، وخارج الأمم المتحدة، ولإرسال رسالة واضحة للدول تعصي أمريكا. 
الصين، تركيا، و روسيا قدموا مصلحة شعوبهم، ورفضوا التوصيات الأمريكية، وهذا الرفض يأتي لمصلحة شعوب هذه الدول بالمقام الأول، وفي خضم هذه الفوضى العارمة، ينتفض رئيس الوزراء العراقي وبلا أدنى مسؤولية، ليكون أول المؤيدين للعقوبات الأمريكية، على الشعب الإيراني المسلم ضاربا بعرض الحائط، مصلحة الشعب العراقي، الذي يرتبط مع الشعب الإيراني وشائج تاريخية واقتصادية، وكان الأجدر بالسيد رئيس الوزراء تسجيل موقف مغاير، بعدم الإنصياع الى اللعبة الامريكية الخبيثة. 
رسالتنا للسيد العبادي : اعلم، لا أعداء دائمون، ولكن هناك مصالح دائمة، فأين مصلحة الشعب العراقي بتأييدك لتلك العقوبات ؟ ونحن العراقيون نعرف أكثر من غيرنا، ماذا تعني العقوبات الاقتصادية، فقد عانى الشعب العراقي من جور تلك العقوبات الأمريكية، مدة ثلاثة عشر عاماً بسبب السياسة الهوجاء لنظام صدام، حتى كاد يأكل القوي منا الضعيف !.
أتعلم يا سيادة الرئيس، أن نفط البصرة آنذاك، كان يُهرب بقوارب صغيرة ( لنجات )، وبعيداً عن أعين المراقبة البحرية الخليجية المأمورة بالمراقبة، والتي كانت أحداثياتها تأتي من بحرية الحرس الثوري الإيراني؛ فقادة تلك القطعات البحرية الايرانية، هم من يحدد موعد التفريغ لتلك الحمولات البسيطة، لتخفيف الحصار الخانق على الشعب العراقي.
كان النفط عراقي يهرب للسفن الإيرانية الراسية في مدخل الخليج، ليباع مع النفط الإيراني، للإفلات من خرق العقوبات، وكانوا يبيعون ما مقداره ثمانون مليون دولاراً يومياً؛ لتأمين مفردات البطاقة التموينية التي كانت مصدر عيش وقوت الشعب.
لم تنظر أيران نظرة شخصية للأمور كما أنت الآن؛ وهذا الكلام موثق على لسان احد أركان النظام السابق في لقاء تلفزيوني له، وكان محافظ البنك المركزي وقتها " عصام ملا حويش" الذي دون ذلك للتأريخ، حيث كان الأجدر التمهل والتريث؛ قبل أنظمامك لطابور المزمرين والمطبلين .
يقيناً بأن أقتصاد العراق، سيختنق بسبب عقوبات أيران، ولن تسد فجوته المساعدات الأمريكية، وسيبقى العراق يدفع فاتورة تلك المساعدات، من قوته وقوت أبنائه؛ ونعتقد بأن التأريخ لن يغفر.
وآخر ما نقوله: "ما هكذا يكون رد الجميل يا سيادة رئيس الوزراء".  

 

   
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك