المقالات

كلام واضح وتسويف فاضح

3155 2018-05-07

في اللحظات الحرجة, وعندما تتأزم الاوضاع وتحتار العقول، وتشخص الابصار نحو ذلك المنبر الخشبي، تنطلق منه تلك الكلمات التي تذهب الحيرة وتجلي الغبرة، وتضع النقاط على الحروف، وترسم المسار الذي تسير عليه الجماهير نحو رسم مستقبلها، وممارسة دورها في عملية البناء الديمقراطي في العراق. 

إسبوع مر قبل الخطبة وبعض الجماهير تنتظر يوم الجمعة، وأملها أن تأتي الخطبة على هواها، وتسمع كلمات ترتاح لها لتباري بها غيرها، وتدعي أن ما قيل ينطبق عليها، وأن الكتلة أو المرشح الذي يعود لها هو الأحق بالانتخاب دونا عن غيره، فكان الترقب والانتظار رفيق الكتل السياسية، والخوف والوجل جعل المرشحين في أرق وأفقدهم النوم، والقلوب بلغت الحناجر حين حان الوقت لإلقاء الخطبة. 

جاءت الخطبة عميقة في بيانها سهلة في كلماتها شاملة في معانيها، راعت مصلحة الوطن وشعبه ورسمت معالم الديمقراطية الحقيقية، التي بجب ان تسير عليها الكيانات السياسية والجماهير التي ستختار مرشحيها، وقفت من الجميع على مسافة واحدة الا مصلحة الوطن وهموم الناس التي كانت هي الأقرب، ضربت الفاسدين والفاشلين في الصميم، وكذبت المدعين والمتقولين وقصمت ظهر المدعومين من الخارج, وأراحت قلوب الوطنيين والناجحين دون أن يكون هناك تصريح أو تلميح. 

أسقطت خطبة الجمعة في كربلاء المقدسة أقنعة كثيرة مزيفة، كانت السبب في هدر المال العام والفساد المستشري وضياع ثلث البلاد في الفترة الماضية، وأدانت الفاشلين والفاسدين الذين تسنموا المناصب العليا في الدولة، دون أن يراعوا مصلحة الوطن وشعبه، وأكدت أن من يدعون الاصلاح هم كاذبين مزيفين، لاهم لهم سوى مصالحهم الحزبية، ثم أدانت المدعومين والممولين من الخارج الذين يجب ان تتم محاسبتهم، ثم تركت الخيار للشعب العراقي في أن يختار ممثليه، من الذين تم تجريبهم وأتبتوا كفاءتهم ونزاهتهم أو من المرشحين الجدد، فالانتخاب حق للمواطن العراقي وهو حر في خياراته. 

ما إن إنتهت الخطبة حتى سارع المخادعون والفاشلون، الذين حذرت المرجعية منهم التي محاولة تسويف بيانها وتأويله وقطع فقراته مع ما يناسبهم، ونصب شباكهم لإيقاع الجماهير في حبائلهم، في تسويف واضح للخطبة والبيان الصادر من المرجع الأعلى، ولكن عقولهم وقفت عاجزة عن إيجاد الأعذار وخلق التبريرات التي تمكنهم من ذلك، ولم يكن أمامهم الا الصمت والسكوت، فأغلبهم ناله نصيب من التنكيل والتأنيب، وفاز من كان مجدا مجتهدا في عمله لا تعتريه شبهة فساد، لم يستغل إسم المرجعية في دعايته الإنتخابية، ولم يستعن بدعم من الخارج. 

الكرة الآن في ملعب الجماهير العراقية، التي يجب أن تحدد خياراتها وفق خطبة الجمعة، التي رسمت معالم العملية السياسية في العراق، وكيف يجب أن يكون الإختيار وفق برنامج انتخابي قابل للتحقيق وليس وعود زائفة، وشخصيات معروفة بنجاحها ونزاهتها، وفي ذلك فليتسابق المتسابقون. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك