المقالات

درس عراقي من قصة شهيد

4951 2016-12-06

واثق الجابري
ترك حيدر أرمتله وولدين وبنتاً؛ أكبرهما كرار 13سنة، وأول جواب لأبنه؛ عند السؤال عن مستقبله وأمنياته، فكان الجواب ليته يُكمل طريق والده وينال ما حصل عليه من شهادة؛ ليكون مفخرة لذويه ووطنه.
هكذا يتحدثون في مجلس عزاء؛ كأنها أفراح وأعراس، ومفاخرة للأبناء والآباء، ورفاقه يتصدرون الروايات عن بطولات الشهيد ومواقفه الإنسانية.
تحدث والد حيدر متفاخراً بشجاعة أبنه وإصراره على المقاتلة حتى النصر، وكيف أصيب ثلاث مرات بجروح بليغة؛ لم تثنه عن مواصلة المشاركة في معظم المعارك؛ الى حين دخوله مع رفاقه من جهاز مكافحة الإرهاب؛ لتفتيش أحد المنازل في الساحل الأيسر من الموصل، والنتيجة إنفجار المنزل، وإلتحاقه مع ثلاثة من أصحابة بقوافل الشهداء.
والده كان جندياً؛ شارك في حروب سابقة، وفقد أثنين من أخوته وثالث أعدمه النظام الدكتاتوري؛ بعد المشاركة بإالانتفاضة الشعبانية عام 1991م، ومدينته الديوانية كبقية محافظات الجنوب؛ لها دور كبير بثورة العشرين ضد الإحتلال البريطاني، ومنها تراكم التاريخ ليُعد أجيال طموحها العسكرية في حال أستدعت ضرورة الوطن، وشارك بمعارك بيجي وهيت والفلوجة، وكلما يلتحق الى وحدته يتمنى أن يعود شهيداً.
يروي شقيقه عن جانب آخر من حياته مع المعارك، وعن معظم أوقاته التي يقضيها في ساحات القتال، ويقطع إجازته عند تعرض رفاقه لهجوم، أما أصحابه فيصفون عزيمته وشجاعته وإرتفاع معنوياته، وكان يتقدمهم ويُعطيهم الإلهام ويعلمهم الصبر، وكل لحظة يتوقعون إستشهاده بقناص او مفخخة او عبوة، وينصحوه بالحذر ولكنه لا يتردد عندما يشتد الرصاص.
 الشهيد حيدر قدم نفسه فداء لوطنه، ومثل رغبة العراق بالبقاء موحداً، والقضاء على الإنقسامات والطائفية، وتخليص بلده من العصابات الإجرامية، ولم يك شجاعاً بالسلاح فحسب؛ بل كرمه يدفعه للمجازفه لتخليص الأطفال والنساء الهاربين من بطش داعش، ويحمل على أكتافه السلاح على جانب والغذاء والماء على الآخر من طعامه الخاص، ورفاقه من كل الطوائف لا يسألون العُزل عن إنتماءاتهم الطائفية، وعكس صورة لما كانت تدعي داعش تكفير الشيعة وكفرهم.
الشهادة دلالة على عزم العراقيين على مجابهة الإرهاب، ودرس على وطنية شيعي من الجنوب؛ يضحي من أجل مدينة سنية.
الشهادات مسألة طبيعية في مدن الجنوب، التي تنتشر فيها لافتات سوداء، وصور لشباب بعمر الورود، وهم يرتدون زي عسكري تلفهم راية العراق؛ من جيش وشرطة وحشد شعبي، وبمجرد انتهاء العزاء ترفع اللافتات السوداء، وتبقى صور البطولة والمآثر والشجاعة؛ لتجسد أن قتال الشيعة والسنة والبيشمركـَة، ومختلف القوميات والطوائف والأديان؛ برغبة معظم العراقيين على وحدة بلدهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك