المقالات

حديث عن سيدة صنعت التاريخ

1879 17:14:00 2015-04-04

الحديث عن المرأةـ حديث طويل ـ فمنذ ان خُلق آدم( ع)، وخُلقت هي زوج له، بدء تاريخها، ولا غنى للرجل عنها، إذ ان الباري جلت قدرته، أراد أن يخبرنا، ان الرجل مهما بلغ في التكامل، لا تنجح مسيرته في الحياة، بدون أمرأة( كأم، وبنت، وأخت، وزوجة)، فهما مكملان بعضهما للآخر. 
بل أن الأسلام، جعلها نصف دين الرجل، الذي لايتكامل دينه إلاّ بالزواج منها، فهي قاعدة أنبثاق الأنسان، وفي أحضانها يتربى الجيل ويترعرع، وصدق الشاعر في قوله: الأم مدرسة ان اعددتها.. اعددت شعبا طيب الأعراق. 

وخلاف مايقال من أنها ناقصة العقل، فأن الأسلام كلفها بالأحكام الشرعية قبل الرجل، وما هذا إلا لستعدادها العقلي، والروحي، والجسمي، فالله لايكلف نفس إلاّ وسعها.  من خلال تاريخ المرأة ودورها في المجتمع، نرى أنها مرت بعصور ومجتمعات، كانت تعتقد بها، أنها ملعونة، وفاسدة، ومنحرفة، يقول الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره( الأمثل):

( لقد كان الكثير من الشعوب الماضية تذهب في نظرتها السلبية تجاه المرأة إلى درجة أنها تعتقد أحياناً إنّ عبادة المرأة وما تقدمه في سبيل الله لا تقبل، وكان الكثير من اليونانيين يعتقدون أنّ المرأة كائن نجس وشرير وأنها من عمل الشيطان، وكان الرّوم وبعض اليونانيين يعتقدون أنّ المرأة ليست ذات روح أنسانية أساسا، وأن الرجل وحده هو الذي يحمل بين جنبيه مثل هذه الروح دون غيره).

(والعلماء المسيحيين في اسبانيا توصلوا ـ حتى الآونة ـ بعد مدولات طويلة، إلى أن للمرأة روحا برزخية، وهي نوع متوسط بين الروح الإنسانية والروح الحيوانية، وأنه ليس هناك روح خالدة ـبين أرواح النساء ـ إلاّ روح مريم)! ( كتاب وستر مارك).

المرأة في مفهوم الأسلام، تعد ركن المجتمع الأساسي، ومساوية للرجل، وعلى هذا الأساس، خاطبهم الباري ـ عز وجل ـ في كتابه،( يا أيها الناس.. يا أيها الذين آمنوا)، وصنفها القرآن والتاريخ، حسب الأحداث صنفان: الأول ـ من إتبعت الباطل مثل: أمرأة نوح، ولوط، وأم جميل، وهند. والثاني ـ من إتبعت الحق: كالسيدة مريم، وآسيا، والسيدة خديجة، والسيدة فاطمة وأبنتها زينب( عليهنّ السلام).

وإتباع الحق لا يكون إلاّ بإتباع من فرض الله طاعته وولايته، وهو المتمثّل في المعصوم، فهناك من النساء، من إتبعت، ودافعت، وضحت من أجل المعصوم، ومن أجل الدين، وهذه هي المرأة الولآئية، ومن أبرز مصاديقها السيدة (أم البنيين) ـ عليها السلام ـ التي نحيي ذكرى وفاتها. 
هي أسوة حسنة للنساء! فقد أعطت ما تملك للمعصوم! وأعلنت ولآئها، فحين زفّت لأمير المؤمنين( ع)، لم تدخل الدار التي كانت فيها فاطمة( ع)، إلاّ أن يأذن لها الحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ، وأن تكون خادمة لهما وليست زوجة لأبيهما، هذا التصرف من السيدة( أم البنيين)، ليس بدافع العواطف والمشاعر، بل هو موقف، يعبّر عن فهمها، ووعيها، وأدراكها، في معرفة مقام الأمامة. 

وعكست تربيتها وسلوكها على أبنائها الأربعة، وخصوصا سيدنا( العباس)ـ عليه السلام ـ فاليوم نأمل من نسائنا الكريمات، أن تقتدي( بأم البنيين)، ويحثّن أزواجهنّ، وأبنائهنّ، كما أمرت بذلك مرجعيتنا العليا، بل نأمل منهنّ أن يتدربن على السلاح، ويحملنّهُ، كما فعلن النساء الحوثيات، فالمرأة لها دور فعّال ومؤثر، ولا نريد أن يعيد لنا التاريخ، ما حصل مع مسلم بن عقيل ـ عليه السلام ـ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك