المقالات

الام والتسامح مع الولد

4127 02:10:16 2016-05-03

تحرص الأمهات على أن يبقى الأولاد والبنات بعيدين عن التقيد بالأوامر في بداية طفولتهم , وهذا الأمر ليس عيبا ترتكبه الأم أو الأب , لكن المشكلة في استمرار هذا الوضع إلى سن متقدمة .

وتكمن الخطورة عندما تبدأ مدارك الولد بالتكون والبناء على أساس ما تعود عليه من مسامحة من قبل الأبوين خصوصا الأمهات ؛إذ تبدأ المعاناة مع ظهور بوادر الرفض للضوابط الاجتماعية عندما تحاول الأم أن تجعل الأبناء يلتزمون بالأوامر الإلهية قبل سن البلوغ .

وهذه القضية تعقد مهمة الأبوين في التأثير على سلوك الأبناء ؛لان الولد سيكون قد حسم أمره في مسالة سلوكه وشخصيته التي تكونت على منوال التسامح الامومي.

وربما تبدأ عملية الحساب بصورة معكوسة؛ عندما يقوم الولد بمحاكمة الأبوين على سلوكهما الاجتماعي معه, ويقوم بتوجيه اللوم لهما.

هذا الوضع المعكوس هو نتيجة طبيعية لما جنته يد الأبوين؛ إذ كان يتحتم عليهما الحفاظ على كونهما قدوة للولد وملاذا لتعديل السلوك الواضح الاعوجاج أو الحيرة في اختيار السلوك الصائب.

ومن هنا فان فقدان الأب والأم لصفة القدوة تجعل الأولاد يتحررون من سلطة الأمر والنهي التي هي مقدمة لضبط السلوك وتجعل الأبوين متهمين عندما يبدأ أي منهما بتوجيه النصيحة للأبناء.

وبلاء المجتمع بمثل هذه الحالة اكبر من بلاء الأسرة, لكن البلاء يبدأ صغيرا ثم يتوسع فيصبح مشكلة اجتماعية؛ ومن هذا نجد أن مصير المجتمعات التي ليس لها مراجع تلجا إليها في مختلف أحوالها هو الانحراف عن الجادة في مختلف الجوانب الإنسانية.

فالأب عليه أن يشعر الأم بدور التسامح السلبي في منع الأبناء من اختيار التصرف الصحيح ؛لان الولد إذا تعود على سلوك منفلت بمباركة حنان أمه فسوف يعجز الأب عن ممارسة دوره التعليمي والتربوي ؛وذلك لان الولد يكون قد اتخذ قراره في اتخاذ ما يعجبه من الصفات ,ويكون الأب قد تأخر كثيرا .

كما أن الأم عليها ألا تضع القوانين التربوية من دون الرجوع للأب فان سلطة الأبوين واحدة ؛ويتأثر دور كل منهما بخطأ الآخر,فالتسامح سلاح له مجاله وليس مناسبا في كل الأحوال.



جميل البزوني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك