المقالات

حكاية مواطن دايخ

1695 01:08:20 2016-05-03

ابو علي مواطن عراقي بسيط والحاصل على شهادة البكلوريوس الجامعية لم يكن بافضل حالا من اقرانه الخريجيين، فابو علي او الخبيير كما يحب اصدقائه أن ينادوه، كان يعمل عامل بناء بسيط، يخرج كل يوم فجرا لما يسمى "المسطر" فيحصل على عمل يومه وكثير من الأحيان لا يحصل.
لم يكن أبا علي رغم ضيق ذات يده بعيدا عن هموم مواطني بلده، فزمرة البعث عاثت في الأرض فسادا، لذا إنخرط أبو علي ومن باب وازعه الديني في ضمن التنظيمات الاسلامية السرية العاملة في العراق وكان بين فترة وأخرى يزور مقرات المعارضة في الأهوار أو 
في بادية السماوة.

الحلم الذي كان يراود أبا علي هو زوال الطاغية صدام وجلاوزته الطغاة وقد تحقق ذلك الحلم عام 2003 بزوال اللانظام على يد الامريكان رغم إن أبا علي كان يحلم بزوال الطاغية على أيدي العراقيين.

إستبشر الخببير أبو علي كبقية العراقيين بأن الحرية والخير والنماء ستحل بأرض العراق، وكان أمله معقود على الأحزاب الإسلامية التي كان يعمل في صفوفها متخفيا، وحينما فتحت الأحزاب الأسلامية كان أبو علي من أوائل من عمل ضمن المكاتب. 
بمرور الوقت وجد أبو علي إن تلك الأحزاب إنقلبت على دعواها، إذ صارت مكاتب تلك الأحزاب مرتعا للإنتهازيين وماسحي الإكتاف فأثار هذا الأمر حفيظة أبي علي فأنسحب من المكاتب لكنه بقي يدعم الأحزاب الأسلامية وخصوصا قياداتها كونه يرى إن أخطاء المكاتب لا تحسب على القادة.
في ظل المنافع والمغانم حاول أبو علي أن يجد لنفسه فرصة عمل تليق بشهادته الجامعية ولكنه وجد إن التعيينات بدأت نتحصر في إولئك الإنتهازيين وصاروا هم من يزكي المنتمين من غيرهم.

لم يحصل أبو علي على فرصة عمل وظلت معاملته تتراوح بين أدراج الدوائر التي صارت تخضع للمحاصصة الحزبية. 
حاول أبو علي أيضا الحصول على قطعة أرض ليسكن هو وعائلته تحت سقف بيت يحميهم من تقلبات الجو إلا إن محاولته باءت بالفشل فهو لم يكن سجينا سياسيا ولم يكن ممن قضوا عمرهم في الخارج ولم يكن من الإنتهازيين الذين زورا أوراق ليصبحوا في ليلة وضحاها من مطبلين لنظام البعث إلى مضطهدين سياسيين.

بين يأس وإحباط وصدمة مهولة بقي أبو علي يترنح من الأسى في هذا العراق الجديد يعاني من ألم الحياة ومأساتها، فلا إمكانية لديه ليحسن من مستوى معيشة عائلته فقد بقي عامل بناء كحاله سابقا وصار والحال هكذا أن ترك أبناءه مقاعد الدراسة لعدم إمكانية توفير ما يمكنه أن يقومهم في دراستهم.

مرضت أم علي بمرض مزمن لا شفاء له لتضيف لأعباء أبو علي أعباءا أخرى.
تعب أبو علي ومل الإنتظار وزاد سخطه على من ظلمه قبلا وظلمه الآن، تعب أبو علي وهو يسمع من يصعدون منابر السياسة وهم يهتفون بإسم حقوق الفقراء وهو يرى حالة من سيء لأسوء. 
لم يكن سلوى لأبي علي إلا إنه يرى إن ما قدمه من تضحيات وجهاد كان بداعي حب الوطن والتقرب من الرب، وإن جهاده سيحتسبه عند من لا تضيع عنده الودائع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك