التقارير

إصلاح بطريقة الفوضى

1543 10:06:08 2016-05-01

باقر العراقي 

الفوضى الخلاقة مصطلح أمريكي ظهر حديثا، هدفه تأجيج الصراعات العرقية والطائفية في البلدان التي تسير بعكس الهوى الأمريكي، تارة بدعوى نشر الديمقراطية، وتارة أخرى بالدفاع عن حقوق الإنسان المغتصبة.!

بعد أن يعم الدمار وتنتشر الفوضى يتدخل الأمريكان، وقد يتوسل بهم مسئولي تلك الدول، لضبط تلك الأحداث، يتدخل المنفذون المنقذون لغرض تسكينها، بتحريكها يمينا وشمالا، لكي تتماشى مع ما يطمحون إليه، وهم بذلك يتحكمون بإعصار هادر بعيد عن بلدهم بآلاف الكيلو مترات، ويوجهونه حيث تشاء أرادتهم، لتخريب تلك البلدان وإركاعها.

اليوم وبعد خطاب مقتدى الصدر، حصل هجوم لمجاميع من المتظاهرين، "تحفهم نشوة الانتصار"على البرلمان العراقي وكأنه عاصمة "داعش"،والاعتداء على نواب بعينهم، وأخذ آخرين بالأحضان، وتكسير الممتلكات العامة، هذا الحدث المشين سواء أكان مخططا له، أم لم يكن، هو تثبيت للمحاصصة الحزبية القذرة، والتسليم بالعجز التام عن التنافس مع الآخرين بالأدوات السلمية، واستخدام الفوضى والعنف بدلا عنها.

لم يكن غريبا أن يكون هناك هجوم كبير لداعش بالتزامن مع اقتحام البرلمان، فداعش تستغل هذه الأزمات بشكل ذكي، وتحاول من خلالها الحصول على نصر ولو إعلامي، يتزامن معه رغبات المتظاهرين وقائدهم، بالحصول على نصر معنوي يجعله متسيدا للشارع العراقي ولو لفترة انية.

حادثة اليوم تذكرنا بقصة من الموروث الشعبي تقول: بأن ثعلبا قُطع ذيله بسبب ارتكابه جريمة السرقة، فأضحت الناس تسميه بالثعلب الأبتر، مما جعله يفكر بالتخلص من هذا العار بطريقة ذكية، فجمع الثعالب من كل حدب وصوب على وليمة، ولما بدءوا بالأكل، ربط ذيولهم، وصاح بهم "أن أهربوا لقد جاءتكم السباع"، وعندها تقطعت ذيولهم جميعا، وضاع الأبتر بين البتران.

خلط الأوراق بهذه الطريقة وقبول استقالة الفاسد بكل احترام، وإقالة الوزير الناجح، وتوهيم الجماهير بإصلاح تتلبسه الفوضى حسب طريقة الشلع قلع، يضمر بداخلة دوافع سياسية هدفها الهروب إلى الأمام وعدم الرجوع إلى الوراء، لغرض كشف الوزير الفاسد من غيره.

فرهود - سحل- تخريب-التأهب للمصارف- إرعاب الشارع-رسائل للمنافسين السياسيين، كلها أمور قُرِأت اليوم بعين المتظاهرين، "وإن لم يتحقق بعضها"، وهم يحتلون مقر شرعية بلدهم ويسقطونها بإذلال مهين، فكل من اتفق معهم وأيدهم، يريد إصلاحاً، لكن بواسطة جديدة، تسمى الإصلاح بطريقة الفوضى...!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك