التقارير

هل تتشكل الدولة السنية (الموحدة) في البادية السورية - العراقية؟

2372 10:08:37 2016-02-12

وفيق السامرائي
خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغتربلسوء حظ أبناء الطبقة البسيطة من سنة عرب العراق أنهم وقعوا تحت سلطة إغواء سياسيين يدّعون تمثيلهم، بعضهم فاسدون، وبعض رؤوسهم مرتبطون بقوى خليجية، ومعظمهم كانوا مسؤولين عن كارثة ساحات الاعتصام ومأساة النزوح. صوروا لهم الأقاليم جنة، والدولة السنية عزة وخلاصا.
نظرة سريعة إلى جغرافية سوريا، (وفق المعطيات الميدانية الأخيرة) تظهر استبعاد ترك الحكومة السورية للخط النازل من أقصى الشمال على الحدود التركية شمال حلب والى حمص نزولا إلى دمشق. وبما أن استعادة الرقة مسألة محسومة، وبما أن محافظة الحسكة في شمال الشرق لها مسحة كردية، فإن المنطقة الوحيدة المتبقية شرقا هي محافظة دير الزور المجاورة لمحافظة الأنبار، وهي أرض مكشوفة وتسهل السيطرة عليها من قبل القوات المدرعة والآلية، ويكون تأثير القوات الجوية فيها شديدا.
القوات السورية الآن تقاتل في درعا المحافظة الجنوبية.
وهذا يدل على أن الحكومة السورية تعمل على إعادة بسط سيطرتها على كل جغرافية الدولة، تحت غطاء جوي روسي ودعم إيراني وعراقي ولبناني..، وعلى الرغم من أن المهمة ليست سهلة إلا أن سياق الأحداث والعمليات يؤشر بهذا الاتجاه، وأصبحت الصورة هكذا، (إن لم تحدث متغيرات كبيرة تفوق العرض السعودي- الإماراتي المقيد لإرسال قوات برية لمقاتلة داعش في سوريا). وهاتان الدولتان لم تعانيا كما عانى العراقيون مرارة الحرب المدمرة مع إيران.
عراقيا: سياسيو الموصل ومعظم عسكرييها مناطقيون، يستحيل عليهم التعايش تحت سلطة الأنبار، وأهل الأنبار ليسوا مستعدين لصرف موارد ثرواتهم على أي طرف خارج محافظتهم. وبما أن العراق المركزي ليس مستعدا لصرف أموال من نفط الجنوب على أي إقليم، حيث بدأ بتطبيق ذلك على كردستان بشكل حاسم. فإن من مصلحة العراقيين نسيان وهم الأقلمة، ويستحيل أن تكون ديالى ونصف صلاح الدين على الأقل وكل أطراف بغداد مع أي إقليم.
يمكن، ولا يستبعد أن تنفصل الموصل وكردستان وكركوك بدعم تركي خليجي. لكن تصور جعل جدار فاصل بين بغداد وسوريا يبدو مستحيلا.
تصوروا أن متطوعين بعشرات الآلاف من بلدان عدة يقاتلون لحماية مرقد السيدة زينب، فكيف سيكون الحال في سامراء؟
من مصلحة سنة عرب العراق أن يديروا عقولهم عن استراتيجية حرب الخليج وتركيا، وينصرفوا إلى تعزيز التلاحم الوطني العراقي والتعايش السلمي الذي جبلوا عليه. وعلى الحكومة مساعدة الشعب مباشرة بعيدا عن توجهات السياسيين.
الملف النووي الإيراني كان محصورا بشكل أساسي بموضوعه، وإنسوا قصة التوافق الإيراني الأميركي على أقلمة العراق. فالأقلمة في بلد كالعراق مشروع حرب لا نهاية لها.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك