المقالات

من يهدد عروش العجول المقدسة؟/ مديحة الربيعي

1765 17:02:50 2015-12-01

مديحة الربيعي 

الغاية تبرر الوسيلة, مبدأ أتبعه العتاة والطغاة لملأ رؤوس فارغة بفتاوى الدخول الى الجنة, والحلم بعشاء مع خاتم الرسل (عليه وعلى اله الصلاة والسلام), وثمن هذا العشاء الفاخر أرواح الأبرياء, أماني الشيطان تلك هي نتاج عروش مهددة, راحت تبحث عن أمان في تلك الفتاوى السفيهة, وتغرسها في عقول ونفوس أكثر سخفا وسفاهة, فتلك المسستقعات الضحلة تعج بضفادع تنقنق ليلا, وتختفي مع بزوغ شمس الثورات. 
الحديث عن حرمة زيارة أضرحة الائمة (عليهم الصلاة والسلام), وفتاوى القتل والتكفير والتفخيخ التي يطلقها القتلة , أنما تقف خلفها أبعاد أخرى وسيناريوهات أعدت في أروقة القصور المظلمة, هناك حيث تعد كؤوس الخمور, وتعقد ليالي الفسق والفجور.
يدرك كل من يعرف مراسيم زيارة المشاهد المقدسة أن الزائر لا يتعبد بالقبور, بل أن هو يؤدي مراسم زيارة, تشبه ما يفعله الزائرين لخاتم الرسل (عليه وعلى اله الصلاة والسلام) في المدينة, فلماذا تصدر فتاوى التحريم والقتل بحق زوار أهل البيت (عليه السلام )؟
أن حقيقة الخشية من زيارة شهداء كربلاء أبعد مما هو علن, فمن يقف على تلك المشاهد المقدسة لا يتعبد بقبر, أو يقف على تراب أو عظام, بل هو يقف على ما يهدد عروش الطغاة, وعجول منحت لنفسها القدسية, وتربعت على عروش السلطة, فأصبح كل منها نسخة طبق الأصل من عجل السامري! وكل واحد من تلك الأصنام البشرية يخشى على المعطيات والمكتسبات التي وصل اليها.
كربلاء أكبر من مجرد أضرحة, أنها ثورة بعنوانها الكبير "هيهات منا الذلة", "مثلي لا يبايع مثله", "الموت أولى من ركوب العارِ", "أن لم يستقم دين محمد الا بقتلي فيا سيوف خديني", "أني زاحف بتلك الأسرة الصغيرة ,على قلة العدد وخذلان الناصر" "كد كيدك واسع سعيك, فو الله لن تمحو ذكرنا".
هذا ما تمثله كربلاء, دماء تقلع عروش الطغاة, وتطيح برؤوس الأصنام, ثورة من طراز آخر, حيث تتغير موازين القوة, وينتصر المقتول على القاتل.
الثورات تقمعها القوة ويحكمها الحديد والنار, وغالبا ما تتفوق عليها القوة, لكن في معركة الطف خضعت القوة أمام الصبر, وفتح سيد الشهداء( عليه السلام) باب العطاء على مصراعيه عندما قدم قرابينه للسيوف, من مختلف الأعمار بدءاً من شيخ رفع حاجبيه بالعصابة, وأنتهاءاً برضيع عمره 6 أشهر.
بعد ذلك جاد أبي الضيم (عليه السلام) بنفسه, وبقي يعطي حتى سلب منه ردائه وقطع أصبعه الشريف, وسحقت سنابك الخيل أضلاعه المقدسة, ثم بدأ مشوار عطاء آخر نهضت به الحوراء وبنات النبوة وزين العابدين (عليهم السلام أجمعين), فعليل سيد الشهداء, كان له نصيب آخر من العطاء والعذاب والصبر. 
لم تتفوق القسوة والقوة على الثورة, ولم تنتصر السيوف على الرقاب الغضة, فقد أطاحت رؤوس الشهداء بمقصلة الجلاد, وتفوق الصبر على الألم, لذا يبقى الق ثورة كربلاء وواقع أنتصارها يهدد عروش الطغاة, لأن الدكتاتوريات قائمة على القوة والقمع, والثورات ترتكز على العطاء والصبر, ومعركة الطف غيرت تلك المعادلة فالقتيل صار حاكما للعالم بأسره, والأسيرة أذلت الحاكم, وهزت أركان عرشه.
لهذا تمثل ثورة الحسين (عليه السلام) مصدر خوف لكل طاغية مهما كان مذهبه شيعيا كان أو سنيا, فتجربة ما بعد 2003 في العراق أفرزت طغاة من صنف آخر يدعون التشيع في الظاهر, ويحاربون ثورة سيد الشهداء في الباطن.
أما طغاة الوهابية والسلفية, فهم يصدرون الفتاوى بحق زواره, ويقبلون أيادي أسيادهم في تل أبيب, ويشاركونهم كؤوس الخمر, ليحظوا برضا حاخام في الكنسيت أو عضو في الكونغرس, سيبقى الحسين (عليه السلام) وثورته الخالدة مصدر خوف لكل ديكتاتور, يروم أستعباد الأحرار, ويخطط لبناء دولته على أشلاء الأبرياء, وهذا ماعبر عنه الجواهري, في قصيدته الخالدة , "تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ ,وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَعِ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك