المقالات

"الصيادي" ... نائب بعيد عن دولة القانون

1711 21:14:05 2015-11-25

كثيراً ما كانت أضحك عند سماعي لقصة ذلك الشرطي "الصعيدي" من اخواننا المصريين عندما يقف امام الضابط ليخبره بكل ثقة انهم استطاعوا ان يمسكوا المَقتول، وما زال البحث عن القاتل، لكنني لم أتصور في يوم من الايام، أن أشهد تطبيقاً عملياً لتلك القصة على أرض الواقع، في زمن الصحافة الالكترونية، والتواصل الاجتماعي، والحقائق المصورة، في كل زاوية وركن.

فبعد ليلة تابع احداثها الكثيرون ممن صعقوا من الاخبار العاجلة، بتبادل النائب عن دولة القانون "كاظم الصيادي، أطلاق النار مع المتحدث الرسمي لائتلاف المواطن "بليغ ابو كلل" في مقر قناة دجلة الفضائية.

ثم ظهور التصريحات الرسمية من مكتب القناة، وشهادة كوادرها، بأن ما حصل هو إعتداء من طرف "الصيادي" ضد "أبو كلل" بشكل مفاجئ وغير مسبوق، بصورة تشبه عملية الاختطاف، والشروع بالقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد، وبدلالة الجرم المشهود، والاثار العينية للإطلاقات النارية في مقر القناة. 

لكن ما أثار الاستغراب الكبير، هي تلك الاصوات النشاز، التي تحاول أن تصفي حساباتها السياسية، وبغضها النفسي، تجاه شخص يختلف معهم في الفكر أو الرؤية السياسية، فبدأوا بحملة الدفاع عن المُعتدي "الصيادي"، وتبرير فعلته، والدفع باتجاه التصعيد ضد المُجنى عليه "أبو كلل"، في سابقة غريبة جداً لا يمكن قبولها دينياً وقانونياً وعرفياً، ببلدنا مثل العراق يحمل القيم والعادات التي علمت الدنيا أصولها.
أن كل من حاول ان يخلط الحقائق، ويقلب الوقائع، ويتصيد في مياه حقده العكرة، عليه أن يفهم أمراً واحداً، "كاظم الصيادي" الذي ينتمي لدولة القانون النيابية، لا يحمل شيئاً من فكر الدولة التي تحترم القانون، وقد نسى انه عضو في السلطة التشريعية، التي من جُل واجباتها أن تحمي القانون وتحاسب المتجاوزون، لا أن تكون قوة، تُسيء للمواطن، وتتحدث بإسم القتل، والخطف والارهاب، فأسلوب العصابات، والجريمة، لا يمكن له ان يجتمع مع من تكلف بمهمة حفظ القانون.

أما دولة القانون، فهي مطالبة ببيان موقفها، والتجرد من صرعاتها السياسية، ومعالجة الازمة التي افتعلها "الصيادي"، والتأكيد على رفضها القوي لمثل هكذا افعال غير مسبوقة في دولة العراق الحديثة.

وعلى أئتلاف المواطن والكتل البرلمانية الاخرى، رفع الحصانة عن النائب "كاظم الصيادي"، والاتجاه نحو تشريع قانون يُجرم البرلماني والمسؤول الذي يُسيء استخدام سلطته وصلاحياته، في أرهاب الناس وتخويفهم، وان يأخذ القضاء دورة الحقيقي، والابتعاد عن التدخلات السياسية والضغوطات التي تعرقل تحقيق العدالة، وتجعل المواطن في ريبة من احترام القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك