المقالات

صناعة الأصنام وفأس المرجعية

1252 18:45:57 2015-11-25


زليخه أمرأة عزيز مصر, شاهدت يوسف بغريزتها المتدنية وجهلها, وعاطفتها بالرغم من أنه تربى في حجرها وفي بيتها سنوات عدة, لكنها حجبت عنها حقيقية يوسف ولم تعرفها, لانها نظرت اليه بعين واحدة وليست بكلتي عينها لتعرفه بعين اليقين.

هناك كثير من الناس ننظر اليهم بعين العاطفة والغريزة دون النظر الى حقيقتهم التي قد تكون جيدة او قد تكون مؤلمةٍ في بعض الأحيان. عندما ننظر بعين التجرد الى حال العراق,وما وصل اليه حال البلد, من تفشي الفساد والأرهاب, وأنعدام الخدمات حتى اصبح العراق رقماً لايعتد به بين الدول, أيقنت في قرارة نفسي, أننا من أجنيننا على أنفسنا, ونحن من قبلنا بالأهانة والذل وجلبنا العار لأنفسنا والبلدنا, السنا نحن من جعل السراق قادة؟ اليس نحن من جعل الأقزام عمالقة؟ اليس نحن من جعل الجهلة حكاماً؟ اليس نحن من جعل اللصوص على كراسي الحكم؟ اوليس نحن من صنع الطغاة؟ اوليس هؤلاء سبب ذلنا وقهرنا وفقرنا وخراب بلدنا؟.

العراقيون أجادوا في صناعة الطغاة عبر التاريخ,فقد صنع البابليون النمرود حتى قال :أنا الهكم الأعلى, وهو لم يكن طاغية بالفطرة بل الرعية من صنع منه طاغية, والملعون صدام ليس ببعيد,وغيرهم كثير فصناعة الطغاة ليست وليدة اللحظة, ومن الواضح أن العراقيين, قد اجادوا فن هذه الصناعة ذات الجودة العالية, فالشعب يصفق والأعلام يمجد ويهلل ويقدس, والمنافقون وماسحوا الأكتاف يتملقون.

أذن نحن من يتحمل نتائج صناعتنا, فالظلم واحد لايختلف عليه أثنين, والطغاة يعدون البلاد ميراثهم الذي ورثوه عن أجدادهم, ومن حقهم أن يتصرفوا به وبخيراته مايشاؤن, والمضحك أن قادتنا الذين ولايناهم علينا, يأمروننا بعكس مايفعلون, فهم يبحيون لأنفسهم كل الطيبات والملذات, والخيرات والسيارات الفاخرة والقصور الفارهة, والسياحة في باريس ولندن ويحرمونها على شعوبهم, يأمروننا بالتقشف والأستعداد لسني يوسف, وربط أحزمة الجوع ونجدهم يصرفون ملايين الدولارات على توافه الأمور ويتقاسمونها فيما بينهم.

بالتالي نحن من يتحمل نتائج صناعتنا في معامل صناعة الطغاة سيئت الصيت وذات النوعية الردئية, التي أجدنا فيها وأننا مسؤلون عن افعالهم والتي نرفضها بعد ان وليناهم على مصائرنا,وبعد ان حلت الكوارث علينا,من فساد مالي وأنعدام الخدمات وتفشي الرشوة والأرهاب, والجريمة المنظمة, ونرمي المسؤلية على الصنم الذي صنعناه بأيدينا, وننسى مسؤليتنا في الصناعة.

نحن شعب يهوى الطغاة والأستحمار, ونقول بوعي اوبدون وعي نرتضي أن نكون عبيداًلطغاة نجيد صناعتهم, ومن ثم نلعنهم, فنحن من صوت ونحن من أنتخب, ونحن من وضعهم في سدة الحكم, فلا نلومن الاأنفسنا, ولا أظن شيئاً يحطم تلك الأصنام اللعينة,اويمحوها من عقولنا, سوى فأس المرجعية الرشيدة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك