التقارير

هل يصلح الجراح الروسي في سوريا والعراق ما أفسده الدهر الأمريكي؟

1421 11:45:26 2015-10-11

خرج آلاف العراقيين في مظاهرات بالبصرة والنجف والناصرية وميسان وبغداد، مطالبين بإصلاح حقيقي ومكافحة الإرهاب والفساد.

وحمل المتظاهرون العلم الروسي في ساحة التحرير وسط بغداد وفي النجف داعين إلى شن غارت روسية على داعش في العراق.

للجمعة العاشرة على التوالي منذ بدأت الاحتجاجات في العراق، خرج الآلاف أمس يتظاهرون في البصرة والنجف والناصرية وميسان وبغداد رافعين المطالب ذاتها، إلا أن ما ميز الجمعة العاشرة هو الهتافات في النجف والدعوات في بغداد إلى شن غارت روسية على معاقل تنظيم داعش ومواقع تمركزه في العراق.

وفيما اتهم متظاهرو البصرة الحكومة بالعمل من أجل تقليل أعداد المتظاهرين وهددوا باعتصام مفتوح في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، خرج الآلاف يتظاهرون في ميسان ايضا يرفعون شعار "قادمون يا خضراء من أجل إخراج المفسدين".

وفي الوقت الذي طالب محتجون في الناصرية "معممي السياسة" بنبذ مسببات الفرقة وتشتيت صفوف العراقيين، صدحت حناجر متظاهري واسط بشعار "خبز .. حرية .. دولة مدنية" ورددوا هتافات تندد بملاحقة وتهديد المتظاهرين وتكميم الأفواه.

 

متظاهرون عراقيون (صورة أرشيفية)RTمتظاهرون عراقيون (صورة أرشيفية)

 

ووسط هتافات المتظاهرين في ساحة التحرير المؤكدة على ضرورة عدم السكوت "حتى يتم القضاء على الفاسدين"، رفع متظاهرون عراقيون العلم الروسي إلى جانب العلم العراقي  في إشارة واضحة إلى تأييد موقف موسكو من الأزمة السورية ودعم المشاركة في التحالف الرباعي الجديد الذي يضم إلى جانب العراق وروسيا كلا من سوريا وإيران..

يعتبر رفع علم دولة أجنبية سابقة لم تتكرر في العراق منذ عام 2003 بعد احتلال الولايات المتحدة لبلاد الرافدين.. ويصر ناشطون في بغداد على خلو التظاهرات من الشعارات السياسية وتأكيد أهمية محاربة الفساد وإلغاء امتيازات المسؤولين والالتفات إلى شريحة الكادحين والفقراء بدلا من التجمع لترويج أهداف سياسية.

وتأتي هذه التطورات في الساحة العراقية  في وقت يجري فيه مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض مباحثات في موسكو لتفعيل التعاون العراقي الروسي وايضا بعد جلسة عاصفة في مجلس الوزراء بشأن التحالف الرباعي.

 فقد كشف مصدر عراقي مسؤول أن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء العراقي في السادس من أكتوبر الجاري شهدت مشادة كلامية بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، بعد أن طلب الجعفري من العبادي توضيحات بشأن التحالف الرباعي. وأشار المصدر إلى أن سؤال الجعفري جاء بعد أن طلب رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي من وزير الخارجية التوقيع على وثائق التحالف التي استغربها الجعفري لأنه لم يكن على اطلاع بشأنها.

 

جلسة سابقة للحكومة العراقية برئاسة العباديfacebook.com/pages/Haider-Al-Abadiجلسة سابقة للحكومة العراقية برئاسة العبادي

 

وأضاف المصدر أن التحالف قد لا يتجاوز أن يكون خلية تعاون استخباري إلا أن البعض يريد توسيع نطاقه ربما للتقرب من إيران التي تمتلك تحالفا وثيقا مع روسيا أو للضغط على الولايات المتحدة لتكون أكثر جدية في حربها على داعش.

وفيما يستمر الجدل في البرلمان العراقي حول التحالف الرباعي، فنَّد المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي كريم النوري السياسة الأمريكية التي تحارب المسلحين في العراق وتساندهم في سوريا لإسقاط الرئيس بشار الأسد.

وأضاف النوري أن الهدف من التحالف الرباعي أن يكون العراق ساحة دولية للحرب على داعش وليس ساحة لتصفية حسابات دولية أو تجاذبات إقليمية.

فهل تختلط عند هذا المنحنى العراقي العاصف دلائل إقليمية ودولية يخص بعضها الوضع غير المستقر في العراق منذ 2003، وبعضها يتجاوز  ذلك إلى إعادة توازنات القوى في الشرق الأوسط؟ وبعبارة أخرى: هل فشل الطبيب الأمريكي في علاج أزمة العراق وسوريا وستكون عملية الجرّاح الروسي هي المطلوبة لإنهاء وضع متفاقم منذ 2003؟ 

وإن كان من المبكر جدا الحكم على واقع ومآلات العملية العسكرية الجوية الروسية في سوريا وتحالف بغداد الرباعي، فإن المرحلة المقبلة ستحدد بنيته وبوصلته الدولية؟

عمر عبد الستار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك