المقالات

إلى من سبق إليه القول: اتعظ ولا تمتعض..!

1582 04:02:06 2015-10-06

قال رسولنا الكريم, عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: "أخوفُ ما أخاف عليكم من بعدي, منافق عليم اللسان"
النفاق خطر يهدد العقائد, ويهدم المجتمع كالأرضة, أو كسوسة تنخر شجرة من الداخل, فتصل إلى جذورها لتنهي حياتها.
سَليط اللسان الذي يُظهر ما ليس بداخله, يغريك على أنه بجانبك, ليجعلك تبني الآمال, على رصانة مواقفك, ليجعلك تعيش بوهم, سرعان ما ينتهي الأمل, عندما تكتشف أنه ليس سوى سراب!

خلال أكثر من عقد, صكت سَمْعَ المواطن العراقي, وعوداً جعلته يحلم بعراقٍ مثالي, فمن حكم دكتاتوري ظالم, رأى نفسه وبدون مقدمات, أمام نظام ديموقراطي, ينتخب ممثليه من أحزابٍ, كان يرى انها غادرت الوطن, كي ترجع لتعيد له كرامته, التي هدرها حكم البعث, وثروة منهوبة لبناء قصورٍ, بينما عاش الشعب في ضنك, وحصار لا يستطيع أن يفتح فاه بكلمة نقد.

بعد كل ما جرى, عمت الفرحة بسقوط الصنم, وخرج المواطن كانه ينفض تراب القبر, ينظر إلى بصيص الأمل, لتفاجأ باحتلالٍ بغيض, وساسة صدفة لا يعرفون كيف تُبنى الدول, بل همهم الوحيد كان سيطرة على عرش الحكم, بينما جُبل بعضهم على مبدأ المعارضة, سواء بحق او بغير الحق, فالمهم أنه يعارض فقط! معتمداً على مقولة" خالف تُعرف", كونه نكرة مجهول.

مواطننا العراقي لم يفقد الأمل, فهناك بوصلة يتبعها عبر الزمن, ومهما كان الظلام, فلا بد من وجود ضوء, وهو قادر على عكسهِ, لينهي ظلام الظلمة, ومهما كانت كثرة المسيئين, فلا بد من وجود قادة خَيِّرين, يسيرون ضمن بوصلة ثابتة, بخطوات راسخة, ليبدأ التغيير بخطوات, ظنها بعض المتصيدين, وعودا للتخدير, إلا ان وعلى ما يبدو, عاصفة تشتد بالأفق لتقتلع الفساد.

خطابات تبعتها أخرى, قراراتٌ فتحت أبواب الأمل من جديد, جعلت الحكومة الجديدة, بقيادة حيدر العبادي, يقف بمفترق طرق, فإما أن يكون ملسوناً فقط كسابقه, او يمضي بالإصلاح غير آبه بمصلحة خاصة او حزبية, وكان اول وعد له, فتح المنطقة الخضراء.

إلا أن الخطاب الأخير, حمل معه شرفة كبيرة, تُطِلُّ على الأمل الذي ينتظره المواطن, نقدٌ لا يحتاج إلى تفسير, فقد أفصح العبادي, عن ما يكبته بداخله, من ممارسات اعضاء قائمته, في استغلال المال العام, أثناء الدعاية الانتخابية, وبذخ الحكومات السابقة.
لم يبقى إلا أن أقول: إن هذا اول الغيث, الذي يجعلنا لا نفقد الأمل, والأمثلة تضرب تقاس, فقد يكون الرجل, كالحر بن بني رياح, يخير نفسه بين الجنة والنار.

وستكشف الأيام ما يختاره العبادي, هل سيختار نار المالكي؟ أم انه سيركب سفينة النجاة, وينصف الشعب بمحاسبة الفاسدين, وإن كانوا من جلدته؟ ليجعل المالكي متعظاً بدلا من امتعاضه.
التأريخ لا ينسى صغيرة ولا كبيرة, وسيذكر مواقف المنافقين ليلعنهم, ولا ينسى مواقف الصادقين, ليترحم عليهم وعلى بطون حملت بهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك