المقالات

أدوات أمريكا والاصلاحات العراقية..! / باقر العراقي

1272 06:32:58 2015-10-05

باقر العراقي

ثمة أمور ترغمنا على عدم تخطيها, عند بحث موضوع السياسة العامة للدول, ومنها الولايات المتحدة, والتي تعتبر من بديهيات العمل السياسي, وهي أن مصالح الدولة فوق كل المصالح الأخرى.

لم يتوقع كثير من المتابعين, أن امريكا ستسقط نظام صدام, نظرا لتجاربها السلبية السابقة مع شعب العراق, وخاصة أبان الانتفاضة الشعبانية عام 1991, فلا حماية حقوق الانسان, ولا الاسلحة النووية, ولاغيرها مما ذكر هي فعلا الاسباب الموجبة لاسقاط النظام في العراق, او الانظمة العربية التي انهارت بعد ذلك.

اليوم وبعد مرور 12 عام على تغيير النظام, لم يتحسن حال الدولة العراقية, ولا الشعب, لو اخذنا بنظر الاعتبار كل طبقات الشعب, وكل طوائفه, "ماعدا الطبقة الارستقراطية الحاكمة".

لقد تخطينا معا كحكومات وشعب, سنوات التغيير السابقة, بكل سلبياتها وجراحها وآلامها, وكشعب مهجر ومهاجر الى الغرب, ومشرد داخل ارضه, خرجنا منكسرين لا منتصرين, رغم رؤية ضوء الامل في نهاية النفق, بأن الشعب سينتصر.

أمريكا تبحث عن اصلاح البلدان, ودمقرطة دول العالم الثالث, هذا مايقوله مسؤولوها...! أما الواقع فيقول أنها تبحث عن عن مصالحها, ولاوجود لمصالح غيرها, حتى وأن كانوا أصدقاء -حلفاء او حتى عملاء.

اذن لماذا تكون بوصلة المسؤول العراقي متجهة بأستمرار صوب السفارة الامريكية؟ هل هو تقليد أعمى متبع ؟ منذ الاحتلال الأمريكي أو التغيير السياسي بعد 2003, أو توجه لا أرادي بحكم القوة والسيطرة الامريكية...!

مثلا هذه الايام تغيرت المعادلات, وتغيرت موازين القوى في العالم, ومعها تغيرت مصالح الدول, الا العراق بقي على حاله..!

روسيا أصبحت اللاعب الأقوى على الأرض في سوريا, وربما في العراق مستقبلا, وتراجعت معها تصريحات مسؤولي الولايات المتحدة, فبوتين تكلم بصراحة بهذا الموضوع, ولا يلاحظ من خطابه خشيته من ردة فعل المقابل, فمصلحة بلده تتطلب ذلك.

بالامس تحدث الرئيس الايراني روحاني بحرقة والم ولغة لاذعة, وانتقاد مباشر للسعودية, على مقتل الحجاج الايرانيين, وكرر قوله بانه يمثل شعب عظيم, وهو الشعب الايراني, وملامحه تدل على مدى الغضب العارم الذي يخالج حركات وجهه, أثناء القاء كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة, والسبب لأنه المؤتمن الاول على مصالح شعبه, فأين نحن من هذا التغيير في العالم..؟

مع كل هذا التغيير, يبقى المسؤول العراقي وبأعلى مراتب السلطة الحاكمة, بعيدا عن مصلحة بلده, ويستمر بتقليده الأعمى, ليتبع من أضر بالعراق أرضا وشعبا وحكومات متعاقبة, ولم يتعظ من تجارب من سبقه بالحكم مع الامريكان, ولم تهز ضميره الدماء التي أريقت, أو المليارات التي ذهبت هباءا للتسليح, سواء الظاهر منها, كصفقة طائرات أف 16 الامريكية, او غسيل الاموال او العقود او مشاريع الكهرباء الوهمية.

الاصلاحات التي وعد بها المسؤول العراقي, والوعود والعهود التي قطعها على نفسه, وأمام الله والشعب, وسيموت في سبيلها,لم تحصل, ويأس الشعب منها, ويؤكد أنها لن تحصل مستقبلا.

التحليل السياسي يسقط هنا, وإستشراف المستقبل يصبح وهما, وحتى فسحة الأمل قد تختفي, أمام مسؤول لا يعدو كونه الا راعيا لمصالح الغير, فكلام اليوم يفضحه فعل الغد.

المسؤول الذي يرى مصالح وطنه وشعبه من خلال ما يراه له الاخرون, أو ربما مصلحتة الفئوية, يجبرنا على ان نقول: ان من يدعوا لهذه الاصلاحات المزعومة قولا ولا ينفذها فعلا, هو احد أدوات (الاصلاح) الامريكي في العراق المخرب...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك