المقالات

هل البقر تشابه علينا إلى هذه الدرجة؟

1443 22:06:28 2015-08-30

لم يمر العراق, بظروف كالتي نمر بها هذه الأيام, من فورة شعبية ومطالبة بالحقوق.. لكن وكعادتنا نسينا معها, أن نعقد العزم على أن قوم بتنفيذ واجباتنا. يندر أن تجد عراقيا عندما يتحدث عن ما أل إليه حال العراق, إلا ويستشهد بتطور اليابان ورقي شعبها, أو ما حصل من دمار لألمانيا, وكيف أنهما عادتا وأصبحتا من أعظم الدول, من حيث العمران أو النظام أو التقدم, ولا ننسى نيل الحقوق والرفاهية.

كل من يتحدث عن تجربة هذين الشعبين, يتحدث بتعجب وحسرة, لكنه هو نفسه ينسى أن يتحدث, أو يفهم ويستوعب, ما قدمته تلك الشعوب من تضحية وصبر على المعاناة, لسنين ليست قصيرة, وإستعداد ذاتي لساعات عمل أكثر من المعتاد, أو إلغاء عطل ثابتة, أو القبول بأجر أقل من الاستحقاق, بل ويصل أحيانا إلى حد أن يكفي للأكل والشرب فقط!

تقدم الدول, لا يحصل بين ليلة وضحاها, وإن حصل فلا يكون هدية من أحد, أو تقوم به دولة أو شعب, هدية لدولة أخرى ولشعبها, بل يحصل نتيجة لرغبة هذا الشعب الحقيقية للتقدم.. رغبة مشفوعة بعمل حقيقي, ومثابرة وصبر على ظروف صعبة, وربما تكون قاسية. سننجح يوما.. لكن عندما تحقق إشتراطات واقعية, أولها حصول اتفاق على حاجتنا للنهوض, وإتفاقنا على أن لابديل لإتفاقنا.. لكن هل سنتفق؟!

ليس بالضرورة أن يكون إتفاقنا ذوبانا في بعضنا, أو إلغاء للأخر, بل يمكن أن نتخلف بالرؤى, ومن الصحيح والصحي, أن نختلف بالرؤى, لكن يجب أن نتفق على الأهداف, على الأقل الإستراتيجية والوطنية منها.

لازلنا نحبوا في طريق الديمقراطية, ولازال ساستنا هواة, في طريق بناء الدول, ولازالت المشاريع المطروحة, بحاجة للإنضاج أكثر, فأحسنها هو كلام وردي, يصعب تطبيقه, وأكثرها تشاؤما, يدفعنا للموت يأسا.. وسنحتاج للوقت, وهو ما لا نملكه, لا بالمعنى الحقيقي للفقدان, وإنما لان ثمنه دماء وأرواح, وثروات أهدرت.. وستهدر.

عندما ترشدنا المرجعية, إلى الإختيار الأفضل, أو تحدد لنا مواصفات الإختيار الأفضل, فهي ترينا الطريق وتحاول إختصاره علينا, دون أن تفرض علينا وصاية, أو تسلبنا حق الإختيار.. لكن إن أسانا الإختيار, فعلينا أن نتحمل النتائج.

رب ساذج يطلب أن تسمي المرجعية الأمور بمسمياتها, وتحدد على وجه التخصيص , من يجب أختياره.. فما فائدة عملية الإختيار أذن, وهل لازلنا كشعب قصّرا, لنحتاج للمرجعية أن تسمي لنا, وهل أن البقرة تشابه علينا إلى هذه الدرجة؟!

هل فعلا نحن لا نستطيع أن نحسن الإختيار؟ أم نريد أن لا نتحمل مسؤولية الاختيار؟

فكيف سنستطيع بناء وطن؟ وهل يحق لنا أن نطالب بإقتداء نموذج اليابان أو ألمانيا؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك