المقالات

المرجعية مرة أخرى

1676 21:14:10 2015-08-27

منذ دخول الأحتلال، والمرجعية كانت بموقف الرقيب، الذي يتابع ويحلل، ليضع الحلول لحفظ العراق، وحماية شعبه. العراق الذي عانى من الديكتاتوريات المزمنة، وقاسى شعبه اقسى أنواع المحن، في ظل تلك الدكتاتوريات،

هذا الشعب تنفس الحرية، لكنها وللاسف! جاءت بيد المحتل. لم يكن الشعب العراقي، في موقف يمكن من خلاله، ان يحلل او يرصد، ثم يتخذ قرارا، في ظل هذه الظروف، فالانزواء عن العالم، والتكتيم الأعلامي، والعزلة التي فرضها البعث، على الشعب عن العالم، جعلته شعب مغلوب على أمره. من هذا المنطلق؛ كان من اللازم وجود جهة وطنية، تثق بها غالبية الشعب العراقي، والجهة الوحيدة، التي تمتلك هذا الوقع، في نفوس الناس، هي فقط المرجعية الدينية العليا.

تصدت المرجعية، إنطلاقا من واجبها الديني، تجاه المواطنين، والبلد، لكل المستجدات على الساحة العراقية، وكانت مواقفها ثابتة، لحفظ سيادة وكرامة العراق، وحفظ حقوق مواطنيه. كتابة الدستور، وإقراره، وإجراء إنتخابات، وتسليم السلطة لحكومة عراقية منتخبة، كلها جاءت بسبب إصرار المرجعية عليها، لأنه كان من الواضح، إن المحتل جاء ومعه مقص الخياط، ليخيط للعراق دستورا، وحكومة من فصاله.

إستمرت المرجعية، بتوجيهها للحكومة العراقية المنتخبة، ودعت إلى محاربة الفساد، والترهل الإداري، وإلغاء إمتيازات المسؤولين، ونصحت الحكومة في أكثر من مرة، لإتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لهذه المشاكل، وكررتها اعوام 2006 و2009 و2011 و2012، لكن للأسف! لم تكن الحكومة السابقة، بمستوى المسؤولية، للأخذ بتوجيهات المرجعية. كانت المرجعية، تخشى من حجم الفساد المستشري في دوائر الدولة، وخصوصا في المؤسسة العسكرية. خشيتها كانت في محلها، فالفساد في هذه المؤسسة، مكن التنظيمات الإرهابية من إحتلال ثلثي العراق. بعد سقوط الموصل، وماتلاها من مجازر، وبعد عجز الحكومة عن التصدي لهذه العصابات،

هنا إنبرت المرجعية بنفسها، للتصدي لتلك العصابات، لتعلن عن فتواها بالجهاد الكفائي ليتجند ملايين المتطوعون، لرد كيد داعش ومن يخطط لها ويمولها. بعد صد داعش، إنبرت دوائر العداء للعراق، للتفكير بطرق أخرى لضرب العراق، فبدؤوا بحركة التظاهرات، والتي تعددت مطالبها، لتصل إلى حل الحكومة والبرلمان.

هنا استشعرت المرجعية الخطر، مرة أخرى، ومع ضبابية الموقف لدى أغلب العراقيين، إنبرت المرجعية بنفسها للتصدي للتحدي الجديد، لتوصي رئيس الوزراء، بالضرب بيد من حديد، على الفساد والمفسدين، وبنفس الوقت طلبت من المتظاهرين، إعطاء مدة لا بأس بها، لإجراء الإصلاحات، لأنها -الإصلاحات- لا تأتي بليلة وضحاها.

إن خطورة الفساد، والأصابع الخفية التي تدير التظاهرات، جعلت المرجعية تصف المواجهة مع الفساد بالمعركة، والتي أسمتها معركة الإصلاحات، وهذه المعركة تحتاح من العدة والعدد، والتخطيط كثيرا، فالمعركة كما هو معروف، فيها طرفي نزاع يتصارعان، ولا بديل للحكومة إن أرادت أن تبني البلد، إلا الإنتصار في هذه المعركة. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك