المقالات

تركيا : سيناريو محاربة الارهاب ، الاهداف والابعاد /القسم الثاني

1370 03:16:09 2015-08-05

وبدأت تركيا الأسبوع الماضي في قصف أهداف في سوريا لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية وسمحت لتحالف تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية ( انجرليك ) لتنتهي بذلك سياسة تركية تفادت التدخل في الصراع السوري.
إن دخول الجيش التركي إلى سوريا والعراق سيخلط جميع الأوراق في هذه الحرب وقد تؤدي الخطوات غير المحسوبة لأردوغان وأوغلو إلى انتقال النزاع الأهلي من سوريا والعراق إلى الداخل التركي والتي بدأت فعلاً من خلال الورقة الكردية وقد تلتحق بها العلوية والمعارضة المختلفة ، فتركيا مرشحة للتقسيم كما هي سوريا والعراق وهذا ما يجب أن يدركه الساسة في أنقرة. كما أن على هؤلاء الساسة أن يدركوا أن للدولة السورية حلفاء إقليميين ودوليين مستعدون للتضحية من أجل عدم خسارة سوريا من الناحية الجيوسياسية، بينما ليس هناك من أن يضحي لتركيا ولان الأوروبيون هم الذين رفضوا دخول تركيا للاتحاد الأوروبي باعتبارها دولة إسلامية.وغير مؤهلة للانضمام لهذه المجموعة.
القوات التركية قد كثّفت في الأيام الماضية من غاراتها على مواقع حزب العمال الكردستاني داخل الحدود العر اقية ، الذي تصنّفه كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، بجانب تركيا، على أنه تنظيم ارهابي، في العراق وعلى مواقع لتنظيم داعش في سوريا. وبدأت تركيا الأسبوع الماضي في قصف أهداف في سوريا لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية 
تركيا الان اصبحت جزء من المشكلة وبل اصبحت جزء من الصراع والتي بدأت بوادر حلها تلوح في الافق وعودة افتتاح السفارات تترى في عاصمتها وخاصة من جانب الدول الخليجية كقطر والكويت وتونس والحديث عن دول غربية كذلك والتحرك الروسي الاخير لاقناع السعودية بتغيير موقفها ولقاءات كيري في الدوحة مع نظيريه الروسي والسعودي ومجلس التعاون وزيارة بوغدانوف والمعلم خلال ايام الى طهران. ولاشك ان نتائج المحصلة النووي بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول 1+5 تدق ناقوس الخطر لتغيير الجغرافية السياسية في المنطقة وقد تشمل تركيا ايضاً بعد ان اصبحت منبوذة عند بعض الدول للاخطاء والممارسات التي وقعت فيها حكومة رجب طيب اردوغان
و الجانب العراقي قد دعا في بيان نُشِر على موقع رئيس الحكومة العراقية الدكتورحيدر العبادي تركيا إلى تجنّب التصعيد والسعي نحو التوصل لحل للأزمة الراهنة، وجاء في البيان أن الحكومة العراقية ملتزمة بمنع أي هجوم على تركيا يصدر من داخل الحدود العراقية. وأدانت الحكومة العراقية الهجوم الذي تشنّه القوات التركية على قواعد مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي في شمالي العراق ووصفت ذلك بأنه تصعيد خطير وانتهاك لسيادة العراق. 
ورد بيان صدر عن الخارجية التركية، جاء فيه، إن الحكومة العراقية لم تتمكّن من الوفاء بتعهداتها بعدم السماح بشن أي هجوم على تركيا انطلاقا من الأراضي العراقية، مضيفا أنه من الواضح أن عددا كبيرا من مسلحي BKK ما زالوا موجودين في الأراضي العراقية ((هذا حسب اتفاق سابق مع نفس الحكومة التركية ، اي حكومة اردوغان ، بعد مفاوضات السلام التي جرت قبل سنتين من الان )).
وأكّد البيان أنه من غير الممكن القبول بمواقف الحكومة العراقية تجاه العملية التي تشنّها تركيا ضد منظمة BKK، التي تتهم من قبل الحكومة بتنظّيم هجمات مسلحة ضد المواطنين الأتراك وقوات الأمن التركية، وذكر في البيان التركي ان الحكومة العراقية لم تتمكّن من تنفيذ تعهداتها في حماية حدودها وفي عدم ايقاف توغل قوات bkk في الدخول الى اراضيها، ،
بهذه الافعال المشينة الحكومة التركية تطلق النار على نفسها لتكسب الوقت وفي ذلك مخرج من مآزق كثيرة باتت تحاصرها و في نفس الوقت ترهب معارضيها وتحاول ان تثنيهم عن مواقفهم وتستعطف الرأي العام حول إرهاب يضربها اليوم .... وإذا استمرت الحكومة في نفس الاسلوب و الدرب بما يخص السياسة الخارجية الخاصة بالشرق الأوسط فإن تركيا تواجه مشاكل أكبر وأكثروسوف تقع بمطبات اكثر تعقيداً ،

هناك الكثير من المشاكل الأساسية التي تعاني منها تركيا، في الفترة الحالية فهي بحاجة لحكومة شاملة لجميع أطياف الشعب. و تعاني من مشكلة تُسمى مشكلة الأكراد يجب حلّها بأسرع وقت، كما هناك مشاكل متراكمة جراء انقلاب 12 سبتمبر 1980 العسكري الأليم الذي خلّف مشكلة الدستور العسكري القاسي الذي يجب تغييره. والتحرك من أجل الاجتماع على نقطة مشتركة وهي حل مشاكل تركيا الأساسية لكن الحقيقة ظاهرة تخبر عن ذاتها بأن النظام التركي أسس الإرهاب في المنطقة وحبله السري الذي يغذيه... ويبقى المستفيد الأول والأخير النظام الحاكم من هذه الأفعال الإرهابية داخلياً ودول الجوار في الوقت الحاضر لتعزيز مكانتها التي فقدتها في الانتخابات الاخيرة. وعليها ان تعيد النظر عن مثل هذه السياسات و بضرورة التخلي عن هذه الاعمال الغير اخلاقية، والتي تبتعد عن موروثنا الإسلامي والإنساني،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك