الصفحة الاقتصادية

وزير النفط : قضاء (المدينة) في البصرة مثال صارخ للاقتصاد الريعي

2106 18:17:01 2015-07-30

عد وزير النفط عادل عبد المهدي، قضاء (المدينة) في البصرة مثال صارخ للاقتصاد الريعي ، مبينا ان” اهالي القضاء عندما يشتكون من العمالة وتدهور الزراعة والبساتين والتلوث ونقص تأهيل ابنائهم وتدهور حالة الطرقات والبنى التحتية، فلان المعادلة النفطية تحولت لمعادلة ريعية كاملة، تنتعش على حساب القطاعات الحقيقية”.

وذكر عبد المهدي في بيان تلقت وكالة انباء براثا نسخة منه اليوم انه ” قبل يومين جاء وفد كبير من شيوخ ووجهاء ومثقفي ومسؤولي (المدينة) والبصرة، ساترك موضوعات وتفاصيل الغضب والشكاوى، والحلول المقترحة، ساركز على ما قاله احد الشيوخ، لانه يمثل عصارة المشكلة، قال “كلما ارتفع انتاج النفط، كلما ازدادت البطالة في صفوفنا”.. استمعت لكل الكلام الذي قيل، وشعرت بالحزن والالم لان الوعي الجمعي النخبوي والشعبي لا يسمع الصرخات التي تطلق منذ عقود بان المشاكل والحلول تدور في جلها حول موضوعة الدولة الريعية، فالمعادلة النفطية في “المدينة” لا تختلف عن المعادلة النفطية للعراق”.

وتابع ان “مشاكل (المدينة) او البصرة هي الصورة المثالية لما يجري للعراق، ومعاناة اهالي البصرة اكثر، لان الاعتماد على النفط في البصرة اكثر، فبدل ان يقود تطور انتاج النفط، لتطور الزراعة والصناعة والقطاعات الاقتصادية الحقيقية، فانه في الواقع قد دمرها. فتحقيق موارد متعاظمة شيء، وتطور الاقتصاد الوطني شيء اخر. فعندما يشتكي اهالي “المدينة” من العمالة وتدهور الزراعة والبساتين والتلوث ونقص تأهيل ابنائهم وتدهور حالة الطرقات والبنى التحتية، فلان المعادلة النفطية تحولت لمعادلة ريعية كاملة، تنتعش على حساب القطاعات الحقيقية”.

واضاف ان”الاموال الريعية تأتي من فوق، فان لم تخصص لانطلاق الاقتصاد، كما في تجربة مجلس الاعمار، او ما تقترحه مشاريع عديدة، فستتحول الى احتكار لما اسميناه مراراً بـ”الاقطاعات الادارية” المتعشعشة في الدولة والممتدة الى مافيات خارجها، يتمتع بها “القريب” و”الغريب”، وستتصلب القوانين والقواعد والثقافات التي تحمي ذلك.. وسينتشر الفساد، وستتعزز عسكرة المجتمع والدولة، وسيزداد تصارع القوى المحلية والاجنبية بكل عناوينها لانتزاع الحصة الاكبر مما توفره موارد الريع ومواقعه.. وسيتحول الجميع الى عيال على الدولة ووظائفها وعطاءاتها ومكارمها وتعويضاتها.. فالدولة “رجل اعمال فاسد وفاشل”، اذ تجاوز عدد الموظفين الـ4 مليون والمتقاعدين الـ3 مليون، دون ذكر المتعاقدين والاعانات، الخ. فحلولنا ترقيعية يضغط نحوها المسؤولون والمطالبات الشعبية والسياسية والاجتماعية، مقابله سيتنامى الاحساس بالحيف، الذي لا يريد احد تحمل مسؤوليته، وسيرمي كل منا المسؤولية على غيره ، وستتطور مشاعر الغضب، وتحصل التغيرات التي ان لم تبدأ بانهاء معادلة الاقتصاد الريعي، فان البلاد ستعيد انتاج نفس معادلات العسكرة واحتكار الدولة ودمار القطاعات الحقيقية والصراعات الاجتماعية وعدم الاستقرار وانحباس طريق التنمية”.

واكمل بالقول ان”المعادلة الريعية سبب تاريخي للتشوه ولتوجه البلاد نحو الحروب الخارجية والصراعات الداخلية.. ولازدياد التدخلات الاجنبية.. بل لتفكك البلاد. وما يحصل مع كردستان او بين الحكومة الاتحادية والمحافظات او بين المحافظات نفسها وداخلها، هي صراعات ريعية في اساسها فمجيء الحكومات المتعاقبة ومشاريعها لن تصبح جدية ان لم تبدأ باس المشكلة الريعية، بخلافه سنغرق اكثر فاكثر في هذا الاقتصاد، وقد كشفت الازمة المالية هشاشة بناءاتنا، فبدل الاتجاه لتصحيح الاوضاع بقلب المفاهيم الخاطئة، وبمعالجات جذرية وجريئة، نرانا نقدم الحلول الخجولة التي تنهار، او يعاد قولبتها، امام كم هائل من المصالح (الفساد الحقيقي) والثقافة والقوانين والضوابط المتخلفة والحامية للدولة الريعية واقتصادها فلا تبقى من حلول سوى المعالجات الترقيعية والريعية ايضاً، كالتوظيف والسلف والديون والاعانات الاجتماعية وسياسات الدعم والبترودولار الذي لا يخصص للتنمية بل لمزيد من التعينات والنفقات الاستهلاكية”

واشار الى انه “في هذه المعادلة، سيعطل احتكار الدولة انطلاق الاقتصاد الاهلي او القطاع الخاص، لتبقى البلاد في هذه الدورة القاتلة، فالموازنات والخطط والوعود لا تعني الكثير فكل شيء سيتعطل، الا ما يخدم المصالح الريعية، وستصرف الموازنات التشغيلية بالكامل، وستتضخم النفقات، وتترهل الدولة بموظفيها.. وستتحول الموازنات الاستثمارية لمجرد مفرخة للمشاريع المعطلة، تتطابق نسب التنفيذ، مع نسب ادامة المصلحة الريعية التي فيها. فلدينا اليوم حوالي 10 الاف مشروع معطل.. وتبلغ كلفها مئات مليارات الدولارات”.

وقال ان ” الاصلاح يبدأ اما بمسارات تعيها الدولة والمجتمع وقواهما السياسية والدينية والاجتماعية وتعي تبعاتها الصعبة احياناً، لقلب المعادلة لمصلحة القطاعات الاقتصادية الحقيقية والاقتصاد الاهلي، او ستستمر فوضى القرارات والاوضاع ، وسيسأل سائل عن حق، اذا كان وزير النفط يقول هذا الكلام، فلماذا يبقى في موقعه؟.. وجوابي انني قبلت المسؤولية لاعتقادي انني قد اساهم في تفكيك المعادلة الجائرة، ولن ادخر وسيلة او جهداً لتحقيق ذلك.. فان شعرت بالعجز او ان الطريق مغلق، فساترك الموقع لمن يستطيع تحمل المسؤولية”.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك