سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان: الحكومة على شفير السقوط بسبب ملف النفايات

1567 07:41:05 2015-07-28

عدما أكّد رئيس الحكومة اللبناني تمّام سلام في الأسابيع الماضية أنه باقٍ على رأس الحكومة ولن يستقيل على رغم تصعيد "التيار الوطني الحر"، ها هو اليوم يلوّح بالاستقالة على خلفية العجز عن حلّ ملف النفايات التي تراكمت في شوارع العاصمة والمناطق اللبنانية بسبب انتهاء العقد مع الشركة ومع المطمر من دون ايجاد البديل. 

مشكلة النفايات انفجرت قبل عشرة ايام، عندما انتهى العقد مع شركة سوكلين التي تقوم بعمليات الكنس ونقل النفايات إلى مطمر في منطقة الناعمة جنوب بيروت. وترافق انتهاء العقد مع احتجاجات نفّذها أهالي المناطق المحيطة بالناعمة رفضاً للعودة الى طمر النفايات في منطقتهم. 

ولكن الحكومة، وعلى رغم معرفتها بتاريخ انتهاء العقد مسبقاً بالطبع، لم تقم بتأمين البديل. وتبيّن خصوصاً أن أحدا لم يتقدّم في المناقصة التي طرحت لإزالة النفايات من العاصمة، ما فاقم المشكلة. وهكذا تراكمت النفايات في الطرق وتحوّلت الى جبال من الأوساخ، باتت تهدّد صحّة المواطن وتلوِّث سماء العاصمة والمناطق بانبعاث الروائح الكريهة والجراثيم، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة. 

واجتمعت الحكومة الخميس الماضي، ولكن لم تتمكن من الوصول الى نتيجة، خصوصاً أن وزراء "التيار الوطني الحر" يساندهم وزيرا "حزب الله" كانوا مصرين على بحث آلية عمل الحكومة قبل أي شيء آخر. وهذا الأمر زاد في استياء رئيس الحكومة الذي بدأ يفكر في الاستقالة أو الاعتكاف. 

حلول فعرقلة 

والأحد بدأت شركة سوكلين بجمع النفايات المتراكمة من الطرق بعد قرار بنقل هذه النفايات الى مطمر قديم في منطقة سبلين جنوب بيروت. إلّا أن الأهالي اعترضوا في شدّة، وقاموا بقطع الطريق السريع عند منطقة الجيّة، وهو طريق رئيسي يربط الجنوب بالعاصمة. وتحاول القوى الأمنية فتحها بالقوة، ما أدّى إلى حصول اشتباك بالأيدي وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح. 

وقد تفجر الملف داخل البيت السنّي، اذ اتخذت "الجماعة الاسلامية" موقفاً داعماً لرفض الأهالي في عكار أو في إقليم الخروب. واعتبر ناشطون إسلاميون أن وزير الداخلية نهاد المشنوق والبيئة محمد المشنوق، مدعومين من نواب "المستقبل"، وفّرا حلولاً على حساب المناطق ذات الاكثرية السنية، ما دفع وزير الداخلية إلى التصريح بعد اجتماع برؤساء البلديات "بأن شيئا لن يحصل إلّا بعد موافقة الأهالي". 

وفي ضوء غياب الحلول، بدأ الرئيس سلام يفكر بالاستقالة أو بالاعتكاف لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم. ولكنه يبدو عملياً محاصراً وغير قادر على الخروج من المأزق بسبب العثرات الدستورية. 

واستناداً إلى رأي رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، فإن استقالة سلام هي " لزوم ما لا يلزم". وقال إنّ "هذه الحكومة هي حكومة تصريف أعمال في ظل مجلس نواب غير شرعي (مدّد لنفسه). والاستقالة أو عدمها هي عينها. كما أن الاستقالة لا تعفي الوزراء من مسؤولياتهم، بما أنه لا فراغ في السلطة، لأن الاستقالة لا تُقبل إلا مع تأليف حكومة جديدة." فعندما يستقيل رئيس الحكومة يصرّف الأعمال الى حين تشكيل أخرى جديدة. أما الاعتكاف، في رأيه، فلا يعفي من المسؤولية "لأنه اذا حصل ضرر ما من جراء الاعتكاف يكون المعتكف، أكان رئيس حكومة أم أحد الوزراء، مسؤولاً شخصياً عن الضرر. 

وهذا يعني أن حكومة سلام ستبقى تصرّف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة. ولكن تشكيل الحكومة يحتاج إلى إجراء استشارات ملزمة يقوم بها رئيس الجمهورية، وهو غير موجود. وهذا ما يجعل قيام حكومة جديدة أمراً متعثراً ما لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، هذا عدا عن الصعوبات السياسية التي ستواجه قيام حكومة اليوم. 

وفي هذه الأجواء، عجّت دارة الرئيس سلام في بيروت بالوفود التي دعته إلى عدم الإقدام على الاستقالة. كما علم بأن سفراء الدول الغربية اتصلوا بسلام أيضاً لثنيه عن قرار الاستقالة. 

وانتظار اتضاح الصورة، صرّح وزير العمل سجعان قزي بأن "البعض يريد أن يحوّل النفايات ضد الرئيس سلام مثلما جرى تحويل الدواليب المحروقة في العام 1992 ضد الرئيس عمر كرامي، لكن الرئيس سلام لن يقبل بهذا الامر وهو مستعد لقلب الطاولة في وجه الجميع".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك