المقالات

داعش صنيعة الإرث الإسلامي المنحرف

1325 04:51:46 2015-07-07

الرجوع إلى الماضي، يساعدنا في فهم الحاضر، فما يحصل اليوم من فتن وتكفير، لبعض المسلمين وقتلهم، بإسم الدين الإسلامي، لم يأت من فراغ؛ بل له جذور تاريخية قديمة. ثمة رأي شائع لدى المهتمين، بالشأن السياسي وحتى من عامة الناس، أن داعش هي صنيعة أمريكا، ولهذا الرأي ما يبرره، ولسنا بصدد نفي أو إثبات هذا الرأي، وأقول أن داعش وأشباهها، ظهرت قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية، أي بعد وفاة الرسول(عليه وعلى آله الصلاة والسلام).

تشكلت الخلافة الإسلاميه، بعد تنحية وصي الرسول، علي(عليه السلام) حتى وصلت زعامتها، إلى معاوية وإبنه يزيد عليهما اللعنة، فنصب نفسه خليفة للمسلمين، وحكم على كل من لا يبايعه، بالقتل والتنكيل كما فعل بالإمام الحسين(عليهالسلام) وبرروا فعلتهم الشنيعة دينيا، حين قالوا أن الحسين(عليه السلام) كان باغيا، على إمام زمانه يزيد وهكذا إستمرت الخلافة الإسلامية، في عهد الأمويين والعباسيين، بالقتل والتنكيل بآل البيت وذريتهم وأتباعهم.
إن التطرف الديني والتكفير، هو حصيلة إنحراف المسلمون، عن القرآن والسنة الصحيحة، إذ تعرض التاريخ الإسلامي والسنة النبوية، إلى حملة تزوير وتدليس كبرى، ولو كان بمقدورهم، تحريف القرآن الكريم لحرفوه ؛ولكن ذلك الكتاب قد تعهد، الباري عز وجل بحفظه(إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)على خلاف بقية الكتب السماوية، التي حرفت كالتوراة والإنجيل؛ لكن وعاض السلاطين، عمدوا إلى تأويله إبتغاء الفتنة، وقد نجحوا في هذا المسعى، بعد أن أقنعوا فئة كبيرة، من المسلمين بآرائهم المنحرفة.

تزايد الشد الطائفي، بعد سقوط الطاغية صدام، وتغيير المعادلة الظالمة، التي حكمت العراق لمئات من السنين، بعد أن أخذ الأكثرية والأقلية، حقوقهم في الحكم، فلم يرق هذا النظام الجديد، لكثير من الدول العربية المستبدة، التي سهلت وتساهلت مع المتطرفين، في العبث في العراق، وقتل آلآف العراقيين منذ (2003) وإلى يومنا؛ لإفشال تلك التجربة الجديدة، على المنطقة العربية، وإرجاع المعادلة السابقة في الحكم.

لم تنصت تلك الدول لتحذيرات العراقيين، بأن هذا الأمر الخطير، يمثل لعبا بالنار، وأنهم يسحترقوا يوما، بتلك النار التي أوقدوها، فالأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية، في السعودية والكويت وتونس ومصر، أكدت ذلك الرأي، بأن أحد لن يكون بمأمن، من الإرهاب الأعمى، وأن لهيب نيراهم بدأت تصل إليهم، فالخطر ليس في إيران أو في التشيع؛ بل من داخلهم، كما عبر عن هذا المعنى الرئيس أوباما.

بعد أن وقع المحذور وما كنا نتوقعه، فما تلك الأحداث إلا بداية، فإن لم تتعاون تلك الدول، مع العراق وإيرن وسوريا، وتشكل حلفا مشتركا؛ لمحاربة الإرهاب فكريا وعسكريا، ستكون الأوضاع في تلك الدول، أسوأ مما في العراق، الذي يمتلك مقومات النصر على الأعداء، غير متوفرة في غيره من الدول.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك