المقالات

على طريقة " أبو لمعة "

1127 01:24:08 2015-06-30

شاهدُ عيان يروى : إنه شاهد النائب العام - حيًا - يترجل من سيارته عقب انفجار السيارة الملغومة ، فى حين أظهرت مشاهد أخرى لصورٍ حيَّةٍ من مكان الحادث جثة الرجل على مقربةٍ من مكان التفجيرات وهو مسجىً على الأرض يسيل الدم من وجهه وبطنه فقط ، بينما خرج مصدرٌ أمنىٌّ لم يصرح باسمه ليقول : إن النائب العام خرج من التفجيرات سليمًا إلا أنه - وبناءً على توجيهاتٍ من حرسه الخاص - نزل من السيارة التى يستقلها عائدًا إلى بيته فداهمته سيارةُ نقلٍ كانت محملةً بالأسمنت .

كل تلك الروايات المتناقضة تلقى بظلالٍ كثيفةٍ من الشك حول مكان وزمان وكيفية اغتيال نائب عام الانقلاب ، كما تشير بأصابع الاتهام إلى تورط الجهات التى تدفع بتلك المتناقضات إلى الرأى العام ، والتى تدل - بطريق اللزوم - على كذب مروجيها وتلفيقهم ، وإلا فما هى مصلحتهم فى الكذب على الناس وتضليلهم بهذا الشكل المتناقض الفج ؟

ارتباكٌ شديدٌ وتخبطٌ أشد أدى إلى إطلاق صورٍ للواقعة أشبه بحكايات " أبو لمعة " الشهيرة التى كانت تحوى قدرًا هائلًا من الفانتازيا المضحكة ، فكيف - وفقًا لرواية المصدر الأمنى المجهول - أن تتفق الصورة التى ساقها للواقعة مع ما التُقِط للجثة من صورٍ فى مكان الحادث ؛ حيث ظهرت الجثة سليمةً إلا من آثارٍ لقليلٍ من الدماء على الرأس والبطن بحيث لا يمكن أن تكون تلك الإصابات وليدة اصطدام سيارةِ النقل بالمتوفى وإلا لتخلف عن الحادث تشوهٌ وتمزقٌ للجثة بالكامل وخروجٌ للأحشاء من البطن وغير ذلك مما يمكن تصوره عقلًا نتيجةً لتلك الصورة المدعاة ، ثم أين هى تلك السيارة ؟ وكيف عرف المصدر أنها كانت محملةً بالأسمنت ؟ ولماذا الأسمنت بالذات ؟ لماذا لم تكن محملةً بالمانجو مثلًا ؟ وكيف يترك الحرس النائب العام ليترجل وحده عائدًا إلى بيته في ظل تلك الظروف ويبقى أفراده في أماكنهم ، بالطبع فإن هذا غير مطروحٍ ما لم يكن هناك تواطؤٌ على قتله .

ومن ناحيةً أخرى تضاربت التصريحات حول تحديد الإصابات ما بين كسورٍ بالأنف والكتف - وكأن العبوة الناسفة أخرجت لكماتٍ وركلاتٍ بدلًا من الشظايا - إلى نزيفٍ داخلىٍّ حادٍّ نتيجة دخول عددٍ من الشظايا إثر الانفجار إلى كبد المتوفى مما أودى بحياته ، وتلك النتيجة الأخيرة تتناقض مع رواية شاهد العيان ومع رواية المصدر الأمنىِّ حيث تُظهِر أن الرجل لقى حتفه نتيجة تعرضه للشظايا التى نجمت عن انفجار العبوة الناسفة وليس لسببٍ آخر من الأسباب التى طُرِحَت ، فكيف وأين ومتى مات الرجل ؟ ومن قتله ؟ لا أحد يعلم إلا من قتله ؟ فلماذ لا يتصل اللواء عباس بالقاتل ليسأله كيف قتل أم تراه نسى ؟

#المستشارعمادأبوهاشم رئيس محكمة المنصورة الابتدائية - عضو المكتب الفنى لحركة قضاة من أجل مصر - عضو المجلس الثورى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك