التقارير

شيوخ عامرية الفلوجة: الأميركان زودونا ببنادق صيد تتوقف بعد إطلاق 5 رصاصات

1757 03:35:11 2015-06-29

لا يشعر الشيخ صباح العيساوي بالقلق على نفسه، لكن على زوجاته الثلاثة واطفاله الـ 19 الذين يواجهون تهديداً بالقتل على يد ارهابيي "داعش"، لانه الشيخ الاول على قائمة المطلوبين لدى التنظيم الارهابي بعد ان اعلن مناهضته لتلك الجماعة المتشددة.

الشيخ العيساوي نجا من الاغتيال باعجوبة حسبما يقول بعد ان هاجمه انتحاري في وقت سابق من هذا الشهر.العيساوي يقول واصفاً التنظيم الارهابي "انه العدو الوحيد الذي يستهدفنا في كل شيء ويستهدفون الحياة بكل اشكالها، فضلاً عن قتله اليومي للنساء والاطفال واستهدافه للجنازات والمساجد ورجال الدين وزعماء القبائل فهم لا يتركون شيئاً وراءهم".

الشيخ من خلال حديثه بدا هزيلاً وذو لحية بيضاء مزينة بشكل انيق ولباس عربي وغترة حمراء وبيضاء تغطي رأسه.

كان الشيخ مهذباً جداً واصطحب فريق محطة الـ "BBC" في جولة لرؤية ما حلّ بمدينته "عامرية الفلوجة" بعد السيطرة عليها من قبل ارهابيي "داعش". فخلال عبور فريق المحطة بسيارة مصفحة شاهدوا حجم الدمار الذي حل بالمدينة وهو المكان الذي يسكن به الشيخ الذي تعرض لقصف بقذائف الهاون قبل ايام.

من سطح بيت الشيخ شاهدوا كيف ان احد ابناء عمومته قد سقط من هذا المكان بالتحديد بعد ان كان مُسيطراً عليه من التنظيم الارهابي ولكن بفضل الرجال الموجودين هنا تمكنوا من استعادة السيطرة على بيت شيخهم المناهض للتنظيم المتطرف.

فالعيساوي لديه قائمة من الخسائر البشرية على يد التنظيم لا تعد ولاتحصى، بحسب تعبيره.

وفي مسافة قصيرة بالسيارة وعلى خط المواجهة مع تنظيم "داعش"، وجدنا المقاتلين القبليين وعناصر الشرطة المحلية يتمركزن في السواتر الامامية، يتحدثون عن المسلحين الذين يبعدون عنهم 1600 قدم وسط مجموعة من الاحياء السكنية المدمرة جراء القصف العشوائي عليها ناهيك عن حرارة الشمس الحارقة في ذلك المكان.

الزعماء القبليون عازمون في هذه البلدة على صد المتطرفين، لكنهم اشتكوا من قلة الدعم الحكومي لهم او قوات التحالف الدولي.

ويقول العيساوي "عندما يشن داعش هجوماً على بلدتنا أو على الرمادي ننتظر خمس ساعات لتتحرك طائرات التحالف الدولي لتوجيه غاراتها على مواقع المتطرفين، ونحن لدينا معلومات تؤكد ان معظم الطائرات تعود الى قواعدها دون إطلاق صواريخها، مبررين ذلك بعدم تحديدهم الاهداف بشكل دقيق، بينما تلك الاهداف يمكن رؤيتها بالعين المجردة".

الشيخ القبلي، يؤكد نواياه الصادقة تجاه اية قوة تحاول ان تقمع التنظيمات المتطرفة في المناطق السنية، لاسيما انه ساعد القوات الاميركية في عامي 2006 و2007 على ملاحقة تنظيم القاعدة وساعدهم في طرد مسلحي ذلك التنظيم الرئيسي.

الشيخ عبد الله حاله مثل حال الشيخ صباح العيساوي، فهو دفع ثمناً باهظاً حينما فقد 350 رجلاً بين قتيل وجريح ومقعد جراء القتال مع التنظيم المتطرف منذ لحظة استيلائه على المناطق السنية في الانبار. ورغم ذلك كله، تعتقد الولايات المتحدة ان العشائر السنية في الانبار لها الدور الحاسم في إنهاء تنظيم "داعش" في مناطقها.

حينما اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما نيته بارسال قوات لتدريب المقاتلين القبليين ودمجهم بالجيش العراقي فيما بعد، استبشر المقاتلون خيراً، لكن الشيخ عبد الله الحميدي شيخ عشيرة "آلبو عيسى" وهو زعيم قبلي بارز، يشك بمصداقية اميركا تجاه المجتمع السني الان، حسبما يؤكد.

شيوخ القبائل المناهضة لتنظيم "داعش" لطالما طالبوا الادارة الاميركية والحكومة العراقية بالسلاح لمكافحة التنظيم من مناطقهم، ولكن لا آذان صاغية لهم، بحسب ما يقولون.

ياسر احمد 26 عاماً، يقول ان "ما حصلنا عليه من اميركا هو بنادق AK-47 وهي بنادق غير كافية لمحاربة تنظيم يمتلك اسلحة اوتوماتيكية فضلاً عن سيطرته على عتاد الجيش العراقي بعدما سقطت مدينة الرمادي بيده في أيار الماضي، وان هذه البندقية الممنوحة للعشائر تطلق خمس طلقات وتتوقف، فهي جيدة للصيد لا للقتال".

احمد يرفض مغادرة الجبهة وهو بمقتبل العمر بعد، اذ يرى نفسه امتداداً لاخوته وابناء عمومته حينما حاربوا تنظيم القاعدة في عام 2007، لانهم دافعوا عن شرف ارضهم وتأمين مناطقهم من سيطرة المتطرفين عليها، بحسب تعبيره.

القبائل تبعد حوالي 15 ميلاً عن مطار بغداد الدولي، ففي حال كسر التنظيم دفاعات القبائل في ظل قلة وشحة سلاحها، فهم يرون ان المطار سيكون عرضة سهلة لصواريخ "داعش"، وفق تقديراتهم.

اثناء وجبة الغداء التي اصرّ الشيخ على تناولها في بيته، اذ كانت السفرة المفروشة على الارض عبارة عن اطباق كبيرة من الأرز الاصفر الممزوج بالمكسرات والزبيب، وفوقه الدجاج المشوي ولحم الضأن الى جانب اطباق السلطة واكوام الخبز المستديرة، يقول الشيخ العيساوي "تعتقد الحكومة ان تسليحنا امر خطر بالنسبة لها، فهي تشك بتسليم السلاح لتنظيم داعش، وتعتقد ايضاً ان كل المجتمع السني يدعم المسلحين المتطرفين وهذا هو اصل الخلاف بين العشائر والحكومة الذي ادى الى زيادة العمق والانقسام الطائفي في البلد".

*عن شبكة BBC 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك