المقالات

لماذا أصدر المالكي اوامر الإنسحاب من الموصل؟

4944 21:25:05 2015-06-18

كشف عضو لجنة النزاهة في البرلمان العراقي، النائب عادل نوري في مقابلة تلفزيونية، إن "قائد القوات البرية في الجيش العراقي السابق علي غيدان، أقرّ خلال التحقيق معه حول أسباب سقوط الموصل، بأنهم انسحبوا من محافظة نينوى بأمر من القائد العام للقوات المسلحة آنذاك نوري المالكي". فماذا أصدر المالكي ذلك الأمر ولماذا سمح لتنظيم داعش الإرهابي أحتلال ثلث مساحة العراق, وارتكاب جرائم يقل نظيرها في التاريخ؟

لايخلو تفسير أمر الإنسحاب من الموصل والذي تبعه سقوط أجزاء واسعة من أربع محافظات عراقية, من امرين , أولهما انه انسحاب تكتيكي لأجل إستجماع القوى ومن ثم مهاجمة التنظيم, او انه أمر المقصود منه ترك التنظيم يحتل مدينة الموصل ولأسباب سنفصلها لاحقا. وفي كلا الحالتين فإن مسؤولية ماحصل تقع على عاتق المالكي.

واما الإحتمال الأول الا وهو الإنسحاب التكتيكي فيبدو مستبعدا, لأن الهجوم الذي شنه التنظيم على المدينة ليس كبيرا الى الحد الذي تنهزم امامه فرقتين عسكرتين وفرقة شرطة متواجدة في المحافظة ومجهزة بأفضل انواع الأسلحة. فأفراد تنظيم داعش مسلحين بأسلحة خفيفة كما وان تعدادهم وفقا لأفضل التقديرات يبلغ 3000 مقاتل, لا يضاهي عدد القوات العسكرية المتواجدة في المحافظة, ولذا فلامعنى للإنسحاب التكتيكي بل إن صمود القوات العسكرية العراقية كفيل بدحر التنظيم وكما فعلت في مدينة سامراء قبل أيام من إحتلال الموصل.

الا ان اوامر الإنسحاب التي صدرت الى القادة العسكريين الذين توجهوا نحو اقليم كردستان ادى الى انهيار القوات العسكرية العراقية التي هرب معظم افرادها. وقد كشف لي أحد المقاتلين في صفوفها وهو من الجنوب العراقي أن هروب الضباط دفعنا الى ترك أسلحتنا والفرار من ساحة المعركة. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فإن كان المالكي يعول على ارسال تعزيزات ,فإن الأيام التي أعقبت سقوط الموصل أثبتت عدم وجود جيش عراقي, اذا وصل تنظيم داعش الى مشارف العاصمة العراقية بغداد في بضع ايام قلائل وبلا مقاومة تذكر, ونحن هنا امام إحتمالين أولهما أن المالكي لاعلم له بعدم وجود جيش عراقي حقيقي واكتشف ان الجيش الذي اعده لمدة 8 سنوات كان فضائيا كما كشفت الحقائق فيما بعد, أو أنه كان يعلم وتلك مصيبة مابعدها مصيبة.

وفي كلا الحالتين فإن هذا الإحتمال يعكس ضعفا وخيانة في اداء القائد العام للقوات المسلحة وخطأ في تقديره وهو خطأ استراتيجي نظرا لتداعياته وابرزها سقوط ثلث العراق بيد التنظيم وسفك دماء آلاف العراقيين وسبي آلاف النساء وتدمير العديد من البلدات. 

وأما إحتمال إصدار المالكي لأوامر الإنسحاب بقصد السماح للتنظيم باحتلال المدينة ومعاقبة اهلها المعارضين له, فهو الآخر إن صح فإنه يعتبر جريمة وكارثة وخيانة بكافة المقاييس, فمن يستعين بشكل غير مباشر بالقوى الأجنبية وخاصة الإرهابية لتصفية حسابات داخلية, يكون قد تجرد من جميع القيم الإنسانية.

إن قرار المالكي بسحب قواته من مدينة الموصل وبغض النظر عن دوافعه, كان الشرارة التي احرقت العراق وأعادته عقودا الى الوراء , فتنظيم مايسمى بالدولة الإسلامية أصبح اليوم امرا واقعا وهو يحكم مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا أكثر من مساحة بريطانيا, وهو يسيطر اليوم على العديد من آبار النفط في العراق وسوريا, ويعيش في كنفه 9 ملايين إنسان فضلا عن آلاف المقاتلين الأجانب. كما ولم تعد آثار سقوط الموصل تقتصر على العراق بل امتدت لتشمل المنطقة بأكملها.

ولذا فإن قرار المالكي بالإنسحاب من الموصل جريمة بحق العراق وشعوب المنطقة وبحق الإنسانية عندما توفر السبل لتمدد تنظيم وحشي معاد للإنسانية. لقد خان المالكي الأمانة مرتين اولاهما عندما أصدر امر الإنسحاب وثانيهما عندما فشل في اعداد جيش يدافع عن العراق بالرغم من إنفاقه لمبلغ 200 مليار دولار على الأمن والدفاع ذهب معظمها الى جيوب حيتان الفساد في العراق. 

إن دماء العراقيين التي سالت ونسائهم التي اغتصبت وسيادتهم التي انتقصت وبلادهم التي ضاعت ومستقبلهم الذي أصبح مجهولا يتحمل مسؤوليتها الفاشل والخائن نوري المالكي الذي لا يساوي ذرة تراب أمام دماء الشهداء والنساء السبايا, فمثل هذا الحثالة الذي باع البلد وكان همه الأول والأخير السرقة والبقاء أطول مدة ممكنة في كرسي الحكم, لايستحق الا الإعدام وإنه لعار مابعده عار أن يظل ولحد الساعة أمينا عاما لحزب الدعوة الذي يدعي انه اسلامي , وهو يثبت وبمالايدع مجالا للشك ان حزب الدعوة شريك له في خيانته وفي جرائمه تلك, اذ لاهم له سوى نهب ثروات العراق ومنذ أيام الإنتفاضة الشعبانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك