المقالات

غريب في الفلوجة..!

1466 01:45:46 2015-05-30

حتى للإجرام حدود، فعندما يتعلق الأمر بالشرف تتحوّل الجريمة إلى هزيمة بشعة تعكس مرضاً خطيراً بالنفوس. في الفلوجة حدثت مجازر بشعة، بعضها روت تفاصيلها حكايات الجنود أو المارة الذين لا سبيل لهم سوى هذا الطريق؛ طريق الشر!..الحقيقة قدمها لنا أحد أبطال الارض بوضوح ودون أي حجاب أو تورية..الشهيد مصطفى، حكى حكايات ستبقى خالدة وشخّص المرض المستفحل في تلك البقعة المسرطنة بداء الإرهاب..
بعضهم يولد أكثر من مرة..

الشهيد مصطفى معروف في وسط محدود جداً، حاله حال الملايين، قدم نفسه كأحد أساطير حربنا المقدسة. لقد ولد مصطفى من جديد، وقدّم شهادات ميلاد عديدة؛ لنفسه ولإهله وللعراق المقاوم للغزاة. إنّ الشموخ الذي واجه به الشهيد الموت، هو شموخ العارف الذي ينتظر لنفسه مقاماً لا يصله إلا القلة، وقدم لشعبه بيان تفاهة وجبن وهزيمة القتلة، عندما واجههم بجراحه رافعاً رأسه وصامتاً ومتحدياً جميع من هتف أو صفق أو أعدم، بنظرات عز وشموخ أبدي.

عبرة وشهيد..
لقد تلثّم القاتل وسط إمارة غدره وحاضنة فجوره؛ وبقي مصطفى كاشفاً وجهه حتى اللحظة الأخيرة دون تردد، بل إن تعابير ذلك الوجه البطولي، تنم عن إحتقار وإزدراء للقتلة الذين بان إرتجافهم من ذلك الصمود. رفع مصطفى رأسه، بينما تطأطأت الرؤوس كلها تنظر لأقدامه المعطرة بأريج المعركة. إنّ الشهيد ألقى سلسلة من المحاضرات في البطولة، وكأنه يستنهض همم الجميع؛ أنا الجريح الأعزل أتحدى هؤلاء الأوباش!. وفاضت روحه الطاهرة بطريقة مشابهة لشهادة مسلم بن عقيل سفير الحسين.

فلوجة الهزيمة!..
فرق كبير بين القتل والقتال، فلا يقدر على القتال سوى الأبطال؛ إما القتل فهو ميزة الجبناء الغدرة، بالضبط كما حصل في الفلوجة..مصطفى أسقط الحجج والمبررات؛ عندما بحث بعينه عن شريفٍ في وسط ذلك الجمع ليطلعه على حقيقة الأمر، لكنه لم يجد للشرف أثر في تلك البقعة. إن الفلوجة خرجت من تاريخ العراق وشرعية الشرف الإنساني الذي يجعلها ترتبط بالرافدين وحضارته، لم يعد لساكنيها شرف الإنتماء؛ فهذه الأرض لا تقبل بمن يغدر. الفلوجة أثبتت هزيمتها عندما إحتفلت بجريح أعزل نفذت ذخيرته وهو يقاتل الغزاة، ولعمري لو غدروه خفية لما أتضحت هزيمتهم؛ غير أنّ إرادة السماء أربكتهم أمام بطل من أبطال الوغى. 

ثمة حق أخير للفلوجة على العراق؛ فإن كان ولا بد أن تبقى ضمن الجسد العراقي، يجب إعادة ترميم نفوس سكانها وإدخالهم مصحّات نفسية، وتحويل مآذن السوء ومساجد الضرر إلى مدارس يبتغى منها إنتزاع حيوانية أهلها وإرجاعهم إلى الطبيعة البشرية..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك