المقالات

الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!

896 18:11:59 2015-05-27

مع تطور الأحداث السريع في المنطقة, وتذبذب الولاءات والمواقف بين الدول الإقليمية, وقف تنظيم داعش الإرهابي في منطقة وسط, مستغلا التجاذبات الإقليمية والدولية, ليعيد لنفسه الإستراتيجيات التي فقدها, في سلسلة المعارك الأخيرة في العراق وسوريا. 

قد ينظر كثير من المحللين، الى أن انسحاب الجيش العراقي من الرمادي مؤخرا, كعملية هروب مقصودة أو مدبرة, ولكن واقع الميدان العسكري يثبت خلاف ذلك, فداعش كتنظيم عسكري ارهابي, يستعين بالعقيدة والمذهب، من أجل خلق دافع وزخم, لمواصلة القتال عند أتباعه. هذه الإستمرارية لا يمكن للجيوش النظامية حسمها, إذ أن الإنتصار في المعركة، يحتاج الى قوة تحمل وعقيدة, بمقدار أكبر من حملها للسلاح, الذي يأتي بالدرجة الثانية, بينما العقيدة تمثل زخم الإستمرار الأول.

تنازعت محافظة الأنبار، كثير من الإرادات الداخلية والإقليمية والدولية, وكان نتيجتها هو رفض كامل من قبل عدد كبير، من السياسيين وشيوخ العشائر الأنبارية, لقدوم قوات الحشد الشعبي، للوقوف بوجه التمدد الجغرافي لعصابات داعش؛ وقد تمترس فريق الممانعة بعدد كبير من الأسباب, جعلها ذريعة قوية لخلط الأوراق.

حزمة الأهداف, التي كان يريد تحقيقها الفريق السني, قائم على عدة إعتبارات, أهمها هو محاولة خلق نوع من أنواع وحدة الهدف, أو وحدة المشروع, مع ما يسمى بالمشروع العربي، الهادف الى الوقوف بوجه التمدد الإيراني في المنطقة! مرددين شعارات غريبة، كرروها مرارا وتكرارا, وهي تبعية الشيعة في العراق لإيران! أو فقدان العراق لجانبه العروبي! 

إن إفلاس الخطاب السياسي السني في العراق, مع تقادم وتهالك مقولاته، التي كان يحشد بها لجمهوره, إضافة إلى إنكشاف الفضائح والجرائم، التي ورائها كثير من ساسة السنة, وبالمقابل وجود خطاب وحدوي عقلاني مطمئن للنفوس، لدى كثير من القوى السياسية والدينية الفاعلة في الجانب الشيعي, أسقط ورقة التحشيد للنضال ضد الشيعة الصفويين، التي كانوا يتمترسون خلفها!

لقد قاموا بمحاولة تأجيج النار في الأنبار, في محاولة منهم لإستجداء المساعدة والتدخل، من أمريكا وحلفها الوهمي ضد داعش؛ ومع ان كثير من المحللين يختلفون حول هذه النقطة, إذ أن البعض يرى أن هذه الخطوة قام بها بعض سياسيي السنة, لإفساح المجال أمام عاصفة حزم ثانية، يقوم بها ما يسمى بالحلف السعودي, في تمثيلية تخليص العرب السنة في العراق، من داعش والحشد الشعبي معا, وبعضهم الآخر يرى بأن الهدف؛ كان محاولة مغازلة مشاعر الجمهوريين، المسيطرين على الكونغرس الأمريكي, والمؤيدين لنظرية التمدد الإيراني, والمعادين لأي دعم تقدمه ايران للعراق.

فشل وإنهيار هذه الرهانات, جعل الأنبار في مهب الرياح الداعشية, وعجل بإنهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة, وبإنهيار المؤسسات الإجتماعية المتمثلة بالعشائر, حيث قامت عصابات داعش بإعدام مئات من أبناء العشائر, رجالا ونساءا وأطفالا, في محاولة منهم لإرسال رسالة إلى المؤسسة العشائرية في المحافظة, تنبههم بأن سلطتهم باتت معدومة!

لم يكن للأنبار أن تمر بما مرت به، لولا التناحر الإعلامي السياسي التعبوي، الذي استعمله كلا الفريقين, لإيقاف صوت الحكمة والعقل؛ ولمعالجة بعض الأمراض، التي يمكن علاجها بالأدوية المتوفرة العراقية الصنع! ولو تم التعامل يوما مع مشروع (أنبارنا الصامدة) بالطريقة التي أريد لها, لما قدمنا ربع ما قدمناه من تضحيات, بالأرواح والأموال والأرض!

*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآيديولوجيات السياسية المعاصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك