المقالات

الأوطان لا تهزم أمام أسراب الجراد

1763 03:28:53 2015-05-25

الإصرار، شيء جميل و صفة حسنة، إذا ما كان إصرار المرء على حق، أما التمسك برأي يخالف الصواب، فهو دناءة القلب وإنحطاط العقل ولؤم التفكير، يؤدي بصاحبه إلى التهلكة، وعندها سيفقد إصراره رويداً رويدا.

أصرت الحكومة العراقية السابقة، وتبعتها اللاحقة، على تجاهل القراءات الواقعية للمتغيرات، نبع هذا التجاهل من التكبر الذي رافق وجوه الحكم، إلا إن الزمن صفع كليهما على وجه تكبره، فالأول أصبح نائحة تجوب الشوارع مستجدية اللقطة التلفزيونية، والأخر غط بكابوس الإستقالة.
منذ ما يقرب الثلاث أعوام، والسيد عمار الحكيم يحذر من خطورة الوضع في سوريا، مع بداية سيطرة الجماعات التكفيرية، يطرح مخاوفه علناً ويبعث برسائل، لكل دول العالم ومنها العراق، تحمل قلقه من تنامي التكفيريين في الجارة سوريا.

مع إنه حذر حينها، إلا إنه تنبأ بنتائج الحرب بين النظام السوري والخارجين على القانون، مؤكداً إن الحل في سوريا لا يمكن له إلا أن ينحني للحوار، وهذا ما يحدث الآن ، فثلاث سنوات مرت، ولم يحسم أحدٌ منهما المعركة، فيما تخلل هذه الفترة، إنعقاد جنيف واحد وأثنين، محاولةً لإيجاد حل سياسي.
في العراق، ورغم إن الحكومة تعرف جيداً من هو الحكيم، وأنه لا يتكلم لمجرد الكلام، فمعروفٌ عنه درايته بالتحليل، والتنبؤ بالأحداث وفق معادلات محسوبة، إلا أن عقلها المريض، كان صاحب التأثير في القضية، فتجنبوا حديثه، ولم يكلف دولة الرئيس حينها، إرسال وفد عسكري يناقشه، والسبب معروف، فالحالة الأمنية وقتها كانت سلعة إنتخابية باهظة الثمن، ورئيس الحكومة أصغر من أن يجنبها حربه الإنتخابية.
أخيراً، وبعد وقت قصير نسبياً، تحققت مخاوف الحكيم على الأرض، والأنبار أصبحت ميداناً لصراع الفتوى والتجمهر غير المشروع، ليصنع تجاهل الحكومة البالية لتحذيرات القائد الشاب، أول مدخل للأموال القطرية-السعودية، ضخت الأموال نقداً وأزدهر عمل الحوالات المصرفية، ومعها أستوردت الأنبار فتاوى، لو كتبت على أوراق لغطت صحراءها!
الآن، هل صدق الرئيس العقيم ما قاله الذكي الحكيم؟
نعم، لكي لا نظلم الرجل، نؤكد أنه صدق تحليل العمامة الحسنية، لكن.. بعد خراب مالطا! فبدأ يرعد ويتوعد ويشمر بالجمل الكلامية وليدة اللحظة، فقاعة، أسحقهم، شرذمة من الناس، لكن.. ماالذي جنيناه من كل ذاك البرق الأعور؟!
ما جنيناه ياسادة، هو أن الفقاعة أنفجرت على أبنائنا فأردتهم شهداء، وشرذمة الناس سحقت أخضرنا قبل اليابس، ليس لشجاعة يمتلكونها، بل لغباء مفرط يتمتع به دولة الرئيس المتجاهل.
مع تصاعد الأحداث، عاد الحكيم بمبادرة الحل والخلاص (أنبارنا الصامدة)، لكن طفولة عقل القائد العام لم تكن بلغت شبابها بعد، فأهمل المبادرة، وتجاهل الحل مرةً أخرى، بحجج واهية أهونها.. تخوف دولته من تسليح العشائر، سيدي الرئيس أبشر.. فقد أخذت العشائر سلاح جيشك، برضاك وغصباً عنك.

اليوم، عاد الحكيم بتحليله، صدقوه هذه المرة أن شئتم، وأن أبيتم، فقولوا لنا حتى نحضر العدة لأستقبال نازحي بغداد.
لا يمكن لأسراب الجراد أن تهزم وطناً، إذا ما تمتع جيشه بالعقيدة، وتخلصنا من سياسيي الفنادق والمؤتمرات، وتمتعنا برد حازم على المتقولين على الحشد، ووحدنا الإعلام والتوجه، حينها فقط سننتصر، بتضحيات أقل ووقت أقصر.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك