المقالات

عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!

1717 21:26:12 2015-04-23

قلناها سابقا, ان الحرب التي تشنها السعودية بمعية عدد من الدول العربية والأجنبية, هي حرب ارادت منها السعودية أن تخرج بثوب المنتصر, بعد إنكسار هيبتها في المنطقة , بظهور قوة اقليمية حقيقية, لا يمكن لنظام القبيلة مواجهته أو التنافس معه, وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية (النووية ) الجديدة, بعد إتفاق لوزارن الذي ابرم مؤخرا بين الجمهورية, وبين دول 6+1.

تنصل الدول المشاركة في الحلف السعودي المشؤوم للإعتداء على اليمن, يعيد الى طاولة العلاقات الدولية, مفهوم فشل الحرب التقليدية النظامية, في التعاطي مع أي دولة, خاصة وأن آليات السياسة المعاصرة, أخذت تنحى بإتجاهات جديدة, جعلت من كل الدول أما أن تكون أعضاء في السلم, عبر تبني سياسة الحوار السياسي, وامتلاك آليات التفاوض الدبلوماسي؛ وإما أن تكون معادية للسلم العالمي, من خلال تبنيها المستمر لأدوات الحرب والسلاح في تعاطيها مع قضايا المنطقة.

السعودية ليست كإيران, ايران تملك أدوات دبلوماسية تفاوضية قوية, تمكنها من الجلوس مع أعدائها على طاولة واحدة, تفاوضهم, وتحاورهم, وتغنم منهم المكاسب التي ترتضيها؛ وفي نفس الوقت لها أدواتها العسكرية, التي تمكنها من الوقوف بوجه أي مشاريع أو مخططات تهدد أمنها الوجودي؛ السعودية لا تملك سوى لغة الدم والسلاح والقتل, كأدوات لتبيان مواقفها السياسية الدولية والإقليمية والداخلية, لأن فكرها السياسي بني أصلا على مفهوم الأخذ بالقوة!

السعودية بدأت في عد تنازلي, تتجه بعيدا عن مفهوم السياسة الدولية المعاصرة, أو أدوات هذه السياسة, والتي بدأت تميل نحو أدوات الدبلوماسية, ووسائل الضغط والحرب الباردة, على أدوات القتل والدم والموت والدمار؛ فكان انسحاب باكستان, وتردد تركيا, وتخاذل مصر, عن نصرة السعودية في حربها المشؤومة, كلها دلائل تشير وبوضوح, إلا أن الدول المنسحبة, لم يرق لها أن تخرج عن اطار العامل بأدوات الدبلوماسية الدولية المعاصرة.
بقيت السعودية لوحدها, وحفاظا على ماء الوجه, ومرة أخرى , تتدخل الولايات المتحدة, بدفع مجلس الأمن, لإصدار قرارات تصب في خدمة حربها الظالمة على اليمن, ومع ذلك حتى هذه القرارات, لم تكن بتلك القرارات التي ستفتح أبواب النصر للسعودية, وإمالة كفة ميزان الحرب في صالحها, لأن الأساس الذي قامت عليه هذه الحرب, هو أساس ضعيف واهي, لا يصلح أن يكون متكأً لحرب عادلة!
لا يهمنا أن تسقط السعودية أو تفشل في هذه الحرب, ما يهمنا هل أنها ستخجل من انكساراتها المتتالية؟ أم أن مفهوم الحياء منزوعٌ دوما من أجلاف الصحراء !
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك