المقالات

قادمون يا بغداد بحصان طروادة!

1352 04:36:26 2015-04-23

تستخدم الخدع في الحروب، عندما يكون الخصم قوي، للإطاحة به، كما يستخدم في الحرب الشائعات أيضا، ويستخدم الاثنين معا كسلاح، ربما صداها أقوى من صوت الرصاص، وتطلق متى ما توفرت الفرصة، والظروف الملائمة لتنفيذها، وهذا ما فعل، في أسطورة حصان طروادة، وقصتها الشهيرة.
قبل أكثر عام، رفعت شعارات في ساحات الذل والإرهاب "قادمون يا بغداد"، واستمرت تلك الهتافات، حتى تبلورت وأصبحت، رائحة الطائفية النتنة، تزكم أنوف الشرفاء من أبناء البلد.

"تروي الأسطورة أن حصار الإغريق لطروادة دام عشر سنوات، فابتدع الإغريق حيلة جديدة، حصاناً خشبياً ضخماً أجوفا بناه إبيوس وملئ بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس، أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام. وقام جاسوس إغريقي، اسمه سينون، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، بالرغم من تحذيرات لاكون وكاساندرا، حتى أن هيلين وديفوبوس فحصا الحصان فأمر الملك بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير.
احتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا، وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة في الليل، كان السكان في حالة سكر، ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد".
بعد أكثر من سنة، تحققت شعارات قادمون يا بغداد، لكن بطريقة تداعب المشاعر الإنسانية، كنازحين تاركين أموالهم وبيوتهم، ليلجئوا الى بغداد السلام، بغداد الكاظمين عليهما السلام.

هذه الأيام، يدخل بغداد آلاف النازحين، بعد مضي أشهر عديدة من استيلاء عصابات "داعش" على ثلث الأراضي العراقية، في منتصف العام الماضي، حيث نزح جراء ذلك اغلب العوائل من الموصل وصلاح الدين، وبعض المدن، لكن أولائك النازحين من الوان قد استهدفت مسبقا وبعض الأقليات، وأبقيت العوائل الموالية لهم دون المساس بهم.

دخول النازحين لبغداد، تحت مظلة النزوح، هنا غموض بالأمر وأسئلة تدور بالخاطر، أين كانوا وقت دخول "داعش" في حزيران؟ كما نزحت العوائل في المحافظات الأخرى لمناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، لماذا بهذا الوقت والتوقيت، وبهذه الكثافة؟ جاء توقيتهم في شهر رجب، الذي فيه من اكبر المناسبات الدينية لدى الشيعة، فهل هذه المناسبة ستكون ساعة الصفر؟، فهناك مخاوف أن العوائل النازحة هم حصان طروادة!

على الحكومة أن تأخذ، أقصى درجات الحيطة والحذر، من تفاعل الخلايا النائمة، من البعثيين، ومنافقين خلق الذي هم في قلب بغداد، بالتعاون مع دواعش السياسة، و حصان طروادة لتنفيذ شعاراتهم السابقة "قادمون يا بغداد".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك