المقالات

الدم عنوان الخلود.... 1 رجب نموذجا

3136 19:20:31 2015-04-19


((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ)), ((اشرف الموت قتل الشهادة)), ((فو الله إني لعلى الحق. و إني للشهادة لمحبّ)), بهذه الكلمات, عبر القران الكريم والرسول والأئمة الطاهرين (عليهم السلام)؛ عن الشهادة والشهيد, ومالهما من منزلة رفيعة ومقدسة, عند الله ورسوله وأهل البيت الكرام.

محمد باقر الحكيم, يعد من رجال المعارضة العراقية, بل سيدها, ضد الحكم العفلقي المباد, هجرته السلطات البعثية آنذاك, لما رأوه فيه وعائلته, من مناهضة لحكمهم المجرم, ليستقر في جمهورية إيران الإسلامية, أبان عام 1980.

استمرت هجرته حوالي 23 عام, قضاها في الجهاد ومحاربة شرار الأرض من أبناء عفلق وصدام الطلقاء, لتكون عودته إلى أرض الوطن عام 2003, ليست على متن طائرة, كما جاء غيره, بل جاء محمولا على أكتاف محبيه ومؤيديه, ليجوبوا به المدن العراقية الجنوبية, واحدة تلو الأخرى, محتفين به وهو يعود إلى وطنه, عالما ومجاهدا.

(أنا (أقبل أيادي جميع المراجع والعلماء, وأقبل أيدي جميع الحاضرين), عبارات صدحت من فمه الطاهر, عند عودته, لتعبر عن مدى التواضع, وكذلك تعبيرا للروح الإنسانية التي جاء بها الحكيم, لينشرها في نفوس العراقيين, ويقول لهم؛ وهو يطل من أعلى الصحن العلوي الشريف, أنا خادمكم, وما عدت إلا لتحقيق الأهداف السامية, التي جاهدنا وقدمنا القرابين من أجلها, وأنا أدعوكم لنعمل سوية لتحقيقها, متناسين كل الاضطهاد والعنف الذي سببه الطغاة.

أيادي الغدر, امتدت لتريق دمه المقدس وتلحقه بدماء إخوته وعائلته, وفي أطهر بقعة في الأرض وعن خروجه من صحن جده أمير المؤمنين, وبعد أداءه لصلاة الجمعة, لينال ما كان يصبو إليه, ففي ظهيرة الأول من رجب الأغر, رج أسماع العراقيين نبأ استشهاد الحكيم, كارتجاج ضريح الإمام علي(عليه السلام), لتتناثر أشلاءه المباركة, فيرتفع جزءا منها إلى السماء, ويلتصق الأخر في منارة وقبة الأمير.

محمد باقر الحكيم, ذلك الرجل الذي انتظره الجميع, آملين بوجوده تغير سياسة العراق التي اضطهدت الفئة العظمى منهم, ذلك السيد الذي يحمل أفكارا وسياسة فيما لو طبقتا؛ ستغير خارطة العراق السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية....الخ, ذلك العالم الذي تشوق الجميع إلى سماع فيض عباراته التي تجذب السنة قبل الشيعة, بعد تهجير دام عقدين ونصف من الزمن, فقد خلاله 72 شهيدا من عائلته المجاهدة.

آل الحكيم مستمرون في تقديم العطاء والفداء, فهذا السيل من الشهداء يحفزهم للمسير, نحو تحقيق الأهداف التي رسمتها الدماء الزكية, فاستمرت رحلة المجد والخلود, واستلمها بعد شهيد المحراب رجالا ساروا على نفس الخطى, ليكونوا أمل العراقيين, فما نعيشه من ذكرى للشهيد الخالد, دليل على خلود دمه المقدس, ليكون نبراسا نستضئ به في أحلك ظلمات الدنيا ومصاعبها.

ما قدمه هذا البيت المجاهد, من تضحيات جسام في سبيل إعلاء كلمة الحق والوطن, عبارات نقشت على حجر التاريخ لتستلها الأجيال القادمة, فتقول لهم إن الدماء التي سالت, أخذت حقها وأغرقت من تسبب بإراقتها, فكانت شاهدا على انتصار الدم على السيف, مرة أخرى. والسلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك