المقالات

انتهت الحرب الباردة.. وماذا بعد؟

1603 01:29:19 2015-03-28

مُنذُ عُقود والحَرب الإيرانية - العربية قائِمة، ومِن لحظة الشرارة الأولى لها وهي تستعر لهيباً، رغم كونها حرب باردة إذا ما استثنينا منها حرب الخليج الأولى، التي أججها متهوراً صدام حسين مدفوعاً من الغرب والعرب، وهذه تختلف حساباتها لما يتعلق بها من تنحية الشاه المدعوم من قبل بريطانيا، وتغيير في طريقة الحكم الإيراني وقيام الجمهورية الإسلامية، أي إن عموم الفترات قبل وبعد حرب الخليج الأولى لَم تشهد صراع عسكري مُعلن.. بين العرب وإيران، وهو ما لَم يرتقِ لمستوى أكبر من كونه حربٌ بارِدة، على مستويات التسليح وتطوير الجيوش والتصريحات الضمنية المتبادلة.

 

مراحل تطور الخلاف بين وجهات نظر الجمهورية الإسلامية والدول العربية، مرَّ بتعقيدات ومنعطفات كثيرة، ولأجل تصدير الخطاب لشعوب كلا الطرفين كانت الأزمات المفتعلة صاحبة الحظ في الطرح والتسويق، رغم إنها اختلافات غير مصيرية وقابلة للتسوير والحل، إلا إن القلق مِن معرفة أصل النوايا منع الدول العربية من كشف الأسباب الحقيقية للصراع.

تغذية الشعوب العربية و بغزارة بفكرة "البعبع" الإيراني القادم، جعل من تخوف تلك الشعوب ما يشابه تخوفها مِن إسرائيل! هذا التوجيه الذي تناسى كل التطمينات التي بعثتها قيادة الثورة الإسلامية كان مقصوداً، للدور الصاعد الذي تلعبه الجمهورية الإسلامية في تبنيها مقاومة إسرائيل والغرب.

للوقوف على هذه النقطة نراجع تلك العلاقة المتينة بين العرب وإيران أبان حكم الشاه بهلوي، حيث كان الراعي للحكمين العربي والشاهنشاهي واحد، فتميزت العلاقة بالإيجابية وإنْ كان يشوبها بعض التعكير، لكن في مجملها كان الصمت العربي منتصراً على التخوف والقلق من الطمع الفارسي! بل إن تسويق فكرة الطمع الفارسي بالخليج العربي، وما رادفه من تسميات مثل الهلال الشيعي وغيرها ظهرت بوقت تَنَكَرَ فيه القائمين على حكم إيران للقومية، على حساب إسلامية إيران وأهدافها في الارتقاء بالعالم الإسلامي.

مما ذكرنا أنفا نعتقد بأن الفجوة بين (إيران والعرب) أكبر مِن ربطها بالجزر الثلاث أو خالد الإسلامبولي الذي قتل السادات فسمت الجمهورية الإسلامية شارعاً باسمه، إنها.. مشكلة خلاف عقائدي أن استطعنا غلق أذاننا فلا نسمع به، لا يمكن أن نغلق عيوننا ولا نراه! وهكذا تجري الأمور في موضوعة التقارب العربي_ الغربي والتباعد الإيراني_ الغربي، وما لهذين التناقضين من علاقة في أمن إسرائيل و وهنائها، معروفٌ جداً إن أمن الصهاينة من إنهاء وجود الجمهورية الإسلامية فما بالكم.. بعد أن استطاعت إيران تطوير برنامجها النووي؟!

الحقيقة.. أن ما يحصل في العراق وسوريا واليمن ولبنان له كل العلاقة بانتهاء الحرب الباردة، بين طرفي الصراع القديم. بدأ يذوب جليد تلك الحرب فيظهر وجهها بصورة أوضح وأدق، صورةٌ تُعيدنا إلى الوراء لتقييم المواقف المعادية للثورة الإسلامية على حساب استقرار الكيان الغاصب.

تحشيد السعودية الأخير ضد اليمن رفع مِن سقف التوقعات بإظهار الحلقة الأخيرة.. مِن مسلسل الحرب البارِدة، فالجمهورية التي اعتبرت في وقت سابق إن أي تدخل خارجي في شؤون تلك الدول أمرٌ مرفوض، لن تصمت إزاء التدخل السعودي السافر في شؤون اليمن، والسؤال الآن هو.. ماذا سيحدث بعد انتهاء الحرب الباردة؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك